الأحد، 20 أكتوبر 2013

بدر العامر الوجه الآخر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الأولى

بماذا يبشر بدر العامر ؟!

هذا العالم مليء بالمتناقضات الغريبة ، وأغرب من هذه المتناقضات نفسها من يحاولون هضمها أو إظهارها للناس وكأنه ليس بينها أي فرق !

ولعل من الأمثلة المحيرة في هذا الباب أن تجد من كان بالأمس صاحب تاريخ لامع في الوسط الصحوي (الحزبي) والثناء على رأس القاعدة أسامة بن لادن بين ليلة وضحاها أصبح مشرفاً على أكبر المواقع التي تتبنى محاربة فكر القاعدة وشيخها أسامة وتحاور اتباعه .

ذلكم هو ( بدر العامر ) الذي بات حديث الوسط السلفي في تويتر وغيره .

بالنسبة لي قرأت عددا من مقالاته واستمعت إلى بعضا من أطروحاته فوجدت رجلاَ يتصف بما يلي :

1-بدر العامر يعمل على نقد الفكرة والخطأ بناء على الأثر وليس على الأصل ؛ فهو عندما ينتقد الإخوان المسلمين مثلاً لا ينتقدهم على أنهم مبتدعة لهم أصولهم البدعية بل ينتقد جنوحهم للعنف أو تدافعهم لطلب الحكم .

والعجيب أن بدر يرى أن هذا الأمر من الخلل المنهجي عند من ينتقدون الحداثة الذين ذهبوا ينتقدونها من آثارها دون التفات إلى نقد الأصول الفلسفية التي قامت عليها الحداثة .
2-لاتكاد تسمع في أطروحاته النقدية الأسماء الصريحة لرؤوس الضلال والابتداع ؛ وإذا ماذكر الأسماء في مقالاته فإنه يسلك منهج الموازنات مع مغالاة في الثناء على هذا المنتقد ، ولعل من أشهر مقالاته في هذا الباب المقال الذي يقول إنه انتقد فيه سلمان العودة!

في مقابلة لصحيفة الكترونية (تم إضافته يوم الثلاثاء 25/05/2010 م - الموافق 12-6-1431 هـ ):

قال بدر العامر :"بالنسبة إلى الشيخ سلمان، فأنا أحترمه وأقدره لسابقته وعلمه وعقله، وأرى أنه يقدم أنموذجا دعوياً سلفياً استطاع في هذه المرحلة الحرجة أن يرمم الأخطاء، وأن يقدم الأنموذج الدعوي المتسامح والذي يقدم الرؤية المعتدلة والوسطية.

ولكني لا أعتبر أن الشيخ سلمان قد تشكل عنده منهج له أصوله في النظر والمعرفة والرؤية الفكرية، لأن هذا يحتاج إلى تأليف وجهد معرفي وهذا ما لم يفعله الشيخ سلمان حفظه الله إلى الآن، فأنا أرى أن الشيخ مصلح اجتماعي يحمل هماً دعوياً، ورؤية نهضوية وحضارية إسلامية ستسهم إن شاء الله في بناء تصور جديد في كيفية التعاطي مع المشكلات الواقعية من رؤية إسلامية متزنة وهادئة.

ومع إعجابي بالشيخ سلمان فهو لم يسلم كذلك من قلمي، حيث كتبت فيه رؤية نقدية خاصة، أشعر بأن فيها قسوة، وكان من جميل خلقه وحسن ذاته أنه تقبلها بصدر رحب، وشكرني عليها".


المصدر:http://www.anbacom.com/news.php?action=show&id=6651

من فرحة سلمان العودة بنقدك أيها السلفي العامر قام بإنزال مقال تنتقده فيه في موقعه  (الإسلام اليوم) بتاريخ الاحد 17 محرم 1431 الموافق 03 يناير 2010!

ولم لا ينقل سلمان مقال مزين بهذه الكلمات في مدحه : "إن سلمان العودة نموذجاً للداعية الذي لا يفتر ، والمتطلع الذي لا يشيخ – ما شاء الله - ، سلمان الشاب الخمسيني الذي يشع فيه الشباب أكثر من أيام الثلاثين ، فهو بحق يدعو للإعجاب ، فصبره وجلده ودأبه الذي لا ينقطع يشعربأننا أمام رجل استثنائي
لابد أن تستفيد منه البلد ،
وأن تكف عنه ألسنة الطاعنين الذين لم تفلح مساعيهم ،
 فهاهو حاضر وهم غائبون ، وهو قائل وهم صامتون".
المصدر:http://islamtoday.net/salman/artshow-78-125334.htm

فلتصمت السنة الطاعنين في سلمان العودة ! 

أصمتوا ياعلماء السلفية عن الطعن في سلمان هو حاضر وأنتم غائبون !



إنني حينما قرأت مقالات العامر السابقة كنت أستعجب من كمية وقسوة العبارات التي يطلقها على من يسميهم (الجامية) لايستثني أحداً ، وقوله إن الجامية أفسدوا وبغوا وفرقوا وو الخ..

يقول العامر:"لا أنسى تلك الساعة التي نشأ فيها ما يسمى بــ " الجامية " ، والتي كانت محملة بالخلل المنهجي والسلوكي في ممارستها مع خصومها التي كانت تسميهم " الحزبيين – القطبيين – السروريين – الحركيين وغيرها " ، وما ترميه عليهم من أوصاف التبديع ، والتفسيق ، والتضليل ، والاستعداء والتحريض ، وكانت المادة التي تعمل فيها " الجامية " هي الصحوة الإسلامية بدعاتها ومناشطها ، وكانت مثالاً صارخاً للبغي ، والتعدي ، وغياب ميزان الحق والعدل في الموقف من الآخرين حتى سببت خرقاً كبيراً وشتاتاً في الواقع بدرجة كبيرة للغاية" [المصدر:مقال لبدر العامر بعنوان :هل تجيمت الصحوة].

حينما تقرأ تلكم المقالات تخرج بتصور وهو أن أخطر ما يواجه الأمة خاصة في ساحتها العلمية والدعوية هي ما يسميه (الجامية) ، وبناء على ذلك توقعت أن يكون أحضى الناس بنقده في خضم هذه الفتن المعاصرة التي تعصف بالأمة هم (الجامية) لأنهم كان لهم النصيب الأكبر والأقسى من النقد في الفترة الماضية.

ولكن على العكس وجدته قد صمت صمتاَ مطبقاً عنهم ووجه مدافع نقده (الرحيمة) نحو الربيع العربي ، الإخوان ، تنظيم القاعدة (وربما مارس معها شيئاً من الشدة).

بدر العامر وسفر الحوالي

يقول بد العامر :"سفر الحوالي مثال للعالم المنضبط بإطار تفكيري محكم ، وكل إبداعاته هي في خدمة هذا الإطار وترسيخه ودعمه".

ويقول:"إن اردنا الحديث عن سفر الحوالي فلا بد من وضعه على رأس السلفية النازعة للتفكير السياسي والحركي".

والسؤال :السلفية اسم شريف شرعي لا يطلق إلا على شيء واحد على الطائفة الناجية والفرقة المنصورة ، ولا يملك العامر ولا غيره تقسيمها لفرق واتجاهات ومن انحرف عنها فليس من أهلها ، وما عرفنا هذا التشقيق إلا من سلمان العودة .

وإلصاق سفر الحوالي بالسلفية شنشنة نعرفها من أخزم !

قلت : إن هذه الهالة التي يرسمها بدر حول سفر وفكره ليست بشيء ، فإن كان قصد بها مغازلة أتباع سفر وتأليفهم فقد غش من لايعرف طوام سفر ومن يحسن الظن ببدر نفسه .

هاهو بدر يصف سفر الحوالي بأنه:
1-صاحب سبق فكري.
2-قاريء جاد للمستقبل مستشرف له !

سبحان الله ! ماهذا الجنوح!؟

باقعة: لم يمر في تاريخ أمريكا رئيس نال من الإسلام وأهله كبوش الذي أسقط في فترة ولايته دولتي أفغانستان والعراق ، وقتل على يد جيوشه مئات الآلاف إن لم نقل الملايين من الناس خاصة المسلمين ، وأصيب وجرح وأعيق الملايين ، وارتكبت أمريكا في عهده أبشع الجرائم الإنسانية ، وانتهكت الحقوق .

أتدرون من هو الذي استشرف المستقبل فساهم في ترشيح بوش ؟!

إنه سفر الحوالي الذي يقول في خطابه لبوش (طبعاً بعد خراب مالطا) :"لقد حرصنا -نحن المسلمين- على انتخابكم ونحن نملك الأدلة على أن غالبية الأصوات المرجحة لفوزكم هي أصواتنا، وأنا شخصياً نصحت المسلمين بذلك ". 

ياله من استشراف !

باقعة: كان سفر الحوالي يقرر وينشر في الشباب أن السعودية محتلة من الجيوش الأمريكية في حرب الخليج وأنها لن تخرج البتة لذا هاجم ولاة الأمر وكبار العلماء وأسقط هيبتهم في نفوس كثير من الشباب ، وانتشرت بسببه مقولة "يسمونه استعانة ونسميه إحتلال "!

أين الجيوش الأمريكية اليوم ؟ وأين الاحتلال ؟

دعنا من هذا كله . أين الاعتذار من هذا الاستشراف الذي أسقط مكانة الولاة والعلماء ؟

لاشيء من ذلك البتة حتى الساعة .

 بدر والسلفية !

يقول العامر عند حديثه عن كون المنهج السلفي هو ما تنص عليه الدولة في نظامها:" ليس هناك مفهوم محدد لقضية السلفية نظرياً " .

ويضرب مثالاً على عدم وجود هذا المفهوم فيتساءل ويقول : من هو الناطق باسم السلفية حتى يحكم أن الديمقراطية مقبولة سلفياً كما يراها محمد الأحمري أم مرفوضة سلفيا كما يراها الرشودي!
المصدر: https://www.youtube.com/watch?v=rgObxqlH9Rg

 لا أدري هل أناقشه على على التقعيد أم على المثال ؟!

لقب "السلفية" الذي تتابع على تقريره وتوضيحه ونشره والدعوة إليه علماء السنة على مر التاريخ وحتى زماننا هذا لا مفهوم له محدد في ظل الدولة السعودية !

ثم يأتي المثال ليعكس عقلية معجونة بنشرات الأخبار السياسية حيث يتساءل عن من هو الناطق باسم السلفية ؟!

بالله عليك يابدر متى كانت السلفية مؤسسة حزبية أو حركية تقيم لها ناطقاً باسمها؟

وهل هناك خلاف بين علماء السنة السلفيين في حكم الديمقراطية (وليس في بعض أدواتها).

إن حرب السلفية طيلة السنوات الماضية منذ حرب الخليج وحتى اليوم هي حرب لإفرازات فكر سلمان العودة وسفر الحوالي فماداموا عندك سلفيين معتدلين يحملان هم الأمة ويستشرفان مستقبلها ، ومن أراد أن يطعن فيهما فليصمت ! فأنت في سفينة غير سفينة السلفية وليهنك سلمان العودة وفكره .


ما عرفنا سلفياً قال عن داعية الضلال سلمان العودة مثل هذه الأوصاف :

"يقدم أنموذجا دعوياً سلفياً"

"يقدم الأنموذج الدعوي المتسامح"

"يقدم الرؤية المعتدلة والوسطية"

"الشيخ مصلح اجتماعي يحمل هماً دعوياً"

"ورؤية نهضوية وحضارية إسلامية ستسهم إن شاء الله في بناء تصور جديد في كيفية التعاطي مع المشكلات الواقعية من رؤية إسلامية متزنة وهادئة"

"بحق يدعو للإعجاب"

"رجل استثنائي"

"لابد أن تستفيد منه البلد" 

ويجب "أن تكف عنه ألسنة الطاعنين الذين لم تفلح مساعيهم"

 





اللهم سلم سلم







هناك 8 تعليقات:

  1. جزاك الله خيرا
    أرحتنا من هذا المخلوق المزعج

    ردحذف
  2. اين الحلقة الثانية

    ردحذف
  3. سبحان الله لقد خفى علي أمره.
    فوالله العظيم كثيرا ما أتردد وأشك فيه وقد بحثت كثيرا عن مقاطعه ومحاضراته فوجدته غريب لا يهتم بالعلماء ولكنه سياسي يلبس الحق بالباطل ولما رأيت نقاشاته في تويتر علمت يقينا أنه ولو كتب آلاف المقالات في الإخوان فهو يزكي رموزهم علمت أنه يلبس الحق بالباطل.
    جزاك الله خير يالهامور المقال في 2013 وأنا علمت توجهه في 2016 فجزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.

    ردحذف
  4. ومثله مثل ممدوح الحربي

    ردحذف
  5. للأسف نشرتم له أحسن صورة في هذا المنبر المحترم.

    ردحذف
  6. جزاك الله خيراً على البيان الشافي والكافي
    بصراحة خدعنا بوجهه الآخر وتظاهره بحب الوطن وحرصه على مصلحته .
    كما خدع مشايخه الكثير من الناس بتلونهم وتشكلهم حسب المصلحة .
    كفى الله البلاد والعباد شرورهم وجعل كيدهم في نحورهم

    ردحذف
  7. جزاك الله خيرًا
    كم كنت منخدعا فيه
    كنت في حيرة من أمره

    ردحذف