السبت، 30 يونيو 2012

أشهد أن هذا الأمير ظالم غاشم سفاك للدماء منتهك لحرمات الله

ما أكثر ما يلوم بعض من له اطلاع على السياسة كبار العلماء ويتهمونهم بالمداهنة في دين الله تعالى مع الحكام رغم ظلمهم وجورهم واسئثارهم بالأموال !

وما أكثر ما يطالب هؤلاء المفتونين العلماء السلفيين أن يركبوا موجة نزع يد السمع والطاعة عبر استغلال منابر الدعوة والتعليم لتحريض الشعوب على نبذ طاعة أولئك الحكام .

... ولم يدر هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام – من عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية – قد وقع منهم من :

الجراءة والحوادث العظام
والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام

ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام – معهم – معروفة مشهورة، لا ينزعون يد من طاعة فيما أمر الله به رسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين.

وأضرب لك مثلاً بالأمير الحجاج بن يوسف الثقفي
(1) وقد أشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم،
(2) والإسراف في سفك الدماء
(3) وانتهاك حرمات الله
(4) وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير
(5) وحاصر بن الزبير – وقد عاذ بالحرم الشريف -،
(6) واستباح الحرمة وقتل بن الزبير – مع أن بن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان، ثم عن ولده عبد الملك ولم يعهد أحد من الخلفاء ألي مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد -،
ومع ذلك ما توقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته.
وكان بن عمر رضي الله عنهما  ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان.

وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة.

واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة من سادات الأمة وأئمتها، يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر – كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد -.

وكذلك بنوا العباس استولوا على بلاد المسلمين قهراً بالسيف  لم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، وقتلوا خلقاً كثيراً وجمعاً غفيراً من بني أمية وأمرائهم ونوابهم، وقتلوا أبن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة مروان، حتى نقل أن السفاح قبل في يوم واحد نحو الثمانين من بني أمية، ووضع الفرش على جثثهم وجلس عليها، ودعا بالمطاعم والمشارب.

ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي، ومالك، والزهري، والليث بن سعد، وعطاء بن أبي رباح، مع هؤلاء الملوك لا تخفي على من لهم مشاركة في العلم وإطلاع.

والطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل، وحمد بن إدريس، واحمد بن نوح، وأسحق بن راهوية، وإخوانهم... وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات، ودعوا إلي ذلك، وامتحنوا فيه وقتل من قتل، كأحمد بن نصر، ومع ذلك، فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة، ولا رأي الخروج عليهم..

فبالله عليكم 
أليس عند هؤلاء الأئمة والعلماء الأفذاذ فقه وخشية
وقد وقفوا موقف السمع والطاعة مع ولاة الجور والظلم والقتل ؟!

ثم

هل سعد الفقيه والمسعري وسلمان العودة وابن زعير وناصر العمر على منهج هؤلاء الأئمة في هذا الباب ؟!

أم أن هؤلاء قد غرقوا في بحور النظريات السياسية الغربية

والتنظيرات الحركية !

أسأل الله تعالى أن يهديني وأياهم سواء السبيل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق