الاثنين، 15 أغسطس 2022

لما دعا الشيخ بن عثيمين لولاة الأمر قال هذا الرجل : الله لا يصلحهم ! فماذا كان رد الشيخ رحمه الله

 خرج في زماننا هذا 

أناس يطعنون في دين من يدعو لولاة أمر المسلمين

ويتهمونه بالمداهنة والنفاق-والعياذ بالله-

وبعضهم أيضاً

بدل أن يدعو لولاة الأمر يدعو عليهم

كما قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: " إذا وجدت من ولاة الأمور شيئاً مُخالفاً، فادعُ الله لهم، لأن بصلاحهم صلاح الأمة.

لكن تسمع بعض السفهاء، إذا قلنا: الله يُصلح ولاة الأمور، الله يهديهم، قال: الله لا يصلحهم.


سبحان الله العظيم!.

إذا لم يُصلحهم الله فهو أردى لك!.

ادعُ الله لهم بالهداية والصلاح، والله على كلِّ شيءٍ قدير ) [22].


وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عمن من يمتنع عن الدعاء لولي الأمر؟

فقال رحمه الله:

هذا من جهله، وعدم بصيرته؛ لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي ﷺ لما قيل له: إن دوسًا عصت وهم كفار قال: اللهم اهد دوسًا وائت بهم فهداهم الله وأتوه مسلمين، فالمؤمن يدعو للناس بالخير، والسلطان أولى من يدعى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح: أن يوفق للحق وأن يعان عليه، وأن يصلح الله له البطانة، وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء، فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: (لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان)، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله .

ومن فوائد هذه الفتوى:

1-أن الذي ينهاك عن الدعاء لولاة أمر المسلمين جاهل، وعديم للبصيرة.

2-أنه يريد أن يحرمك من قربة من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات.

3-أنه يريد منك أن لا تكون من أهل النصيحة لله ولعباده.

4-أنه يريد أن يبقى الشر ويزداد ، ويقل الخير وينقمع.

5-أنه يريد أن يقنطك من رحمة الله وفضله.

6-أنه يريد أن تستحكم العداوة ما بين المسلمين خاصة مابين الراعي والرعية.

7-أنه يريد أن يبعدك عن منهج السلف الصالح .


وهذه طائفة من كلام السلف رحمهم الله في ذلك


قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: "مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره"شرح السنة للبربهاري ص132 رقم 159.


وقال البربهاري رحمه الله: " إذا رأيتَ الرَّجلَ يدعوا على السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيتَ الرجلَ يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحبُ سُنَّةٍ إن شاء اللهُ تعالى.


يقول فضيل بن عياض: " لو كانت لي دعوة ما جعلتها إلاَّ في السلطان»... قيل له: يا أبا عليٍّ: فسِّر لنا هذا؟.


قال: إذا جعلتها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتها في السلطان صَلُح، فصَلُحَ بصلاحه العباد والبلاد".


فأُمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نُؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وإن جاروا، لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين"شرح السنة للبربهاري ص116-117 رقم 136.


وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: " وإني لأرى طاعةَ أميرِ المؤمنين في السرِّ والعلانيةِ، وفي عُسري ويُسري، ومَنشطي ومكرهي، وأثرةٍ عليَّ، وإني لأدعو اللهَ له بالتسديدِ والتوفيقِ في الليلِ والنهارِ" البداية والنهاية 14/ 413.


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" السياسة الشرعية ص233-234.


وقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في تقريره لعقيدة أهل السنة والجماعة: " وبعد ذلك: يرون الدُّعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا يُخرج عليهم بالسيف، ولا يُقاتلون في الفتنة" الدرر السنية 1/ 534.


وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: " وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي، إلى جميع مَن لهم ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لَمَّا كانت مُهمَّاتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وَجَبَ لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم، والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحثّ الرعية على طاعتهم، ولزوم أمرهم الذي لا يُخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفيَ عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كلُّ أحد بحسب حاله، والدُّعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبِّهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرَّاً وضرراً وفساداً كبيراً، فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى مَن رأى منهم ما لا يحلّ أن يُنبِّههم سرَّاً لا علناً، بلطف، وعبارة تليق بالمقام، ويحصل بها المقصود، فإن هذا مطلوبٌ في حقِّ كلِّ أحد، وبالأخص ولاة الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خيرٌ كثير، وذلك علامة الصدق والإخلاص، واحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود أن تُفسد نصيحتك بالتمدُّح عند الناس فتقول لهم: إني نصحتهم، وقلتُ، وقلتُ، فإن هذا عنوان الرِّياء، وعلامة ضعف الإخلاص، وفيه أضرار أخر معروفة" الرياض الناضرة ص49-50.


انتهى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق