الأحد، 1 يوليو 2012

صاحب سورة التفاحة محمد العريفي وسقطة جديدة مع نايف القفاري !

اتق الله يانايف القفاري !

 

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
   أما بعد .
   فإن بين يدي مقالي هذا كلمة حق ومقالة صدق لابد من رقمها على رأس هذه السطور ، وهي الاعتراف بأن السجون في السعودية كغيرها من السجون في كل الدول وعلى مر التاريخ يوجد فيها موقوفين مظلومين وذلك يعرف من خلال أمور منها :
   (1)أن هذا الأمر وهو الظلم وقع ويقع في سائر دول الإسلام وعلى مر التاريخ ولكن قد يكون عن خطأ تارة وقد يكون عن عمد وقصد تارة أخرى ، وكثيراً ما يكون سبب هذا الظلم تجاوز الصلاحيات والغلو في إعمال جانب الأخذ بالشبهة .
   يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله عن السعودية :"وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة، وهذا أمر مشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة ، بل عندها قصور كثير ، ويوجد ظلم ويوجد استئثار ، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه اقل .

   ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب فإذا كان كذلك فالواجب أن الإنسان يحكم بالعدل لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} .

   وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا}. شنئان يعني بغض، ويجرم بمعنى يحمل، يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألاّ تعدلوا {اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله}".

   (2)اعتراف بعض المراقبين بوجود مثل هذا الظلم في سجوننا السعودية كما جاء في جريدة عكاظ على لسان عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور محمد السهلي :" أن الجمعية رصدت عددا من السجناء الذين انتهت مدة محكومياتهم وما زالوا في السجون ".

   وقد برر الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء التركي كما جاء في جريدة الرياض وجود هؤلاء بقوله : " إن هذه حالات استثنائية تخضع لقرار (لجنة شرعية) تم تشكيلها بموجب أمر سامٍ من ثلاثة أعضاء برئاسة قاض للنظر في اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لكل من يتبين أن الإفراج عنه سيسبب خطراً على الأمن لتمسكه بأفكاره المنحرفة".

   (3)واقع الحال لبعض من خرجوا من السجن بعد أن ثبتت براءتهم وأنهم سجنوا بسبب الشبهة لا أكثر ، وأنا شخصياً أعرف أحد الشباب السلفي سجن بالشبهة لأكثر من سنتين .
   هذا الأمر حق ! ولا شبهة فيه !
   ومن المعلوم أن الدولة صرفت ولا زالت أموالاً طائلة في مواساة من كان هذا حالة .

   و أضيف أيضاً النقاط التالية :

  (1)أن لكل سجين حقه في معرفة سجنه وتعجيل محاكمته إن ثبت عليه شيء .
  (2)من حق ذوي الموقوفين المطالبة عبر الوسائل المشروعة بالنظر في قضايا ذويهم وسرعة البت فيها واتخاذ الحكم العادل من إخراج وبراءة للبريء منهم ، أو محاكمة وعقوبة للمذنب .

   كل ما تقدم لا يناقش مسلم عاقل في أهميته ووجوبه !

   ولكن ! تتداعى الأسئلة تلو الأسئلة حول هذه الحملة المنظمة التي يقودها بعض الدعاة الحركيين كسلمان العودة والعريفي والعواجي وابراهيم السكران في حديثهم عن الموقوفين ، واتخاذ هذه القضية تكأة لتثوير العامة والدهماء وإدخال البلاد والعباد في دوامة ومشاكل لايعلم مداها ومنتهاها من الفتن والمشاكل إلا الله تعالى .

   رغم أن تسكين العامة من أهم المقاصد التي توخاها السلف في باب علاقة الحاكم بالمحكوم والسمع والطاعة ، يقول ابن بطال رحمه الله عن الحاكم :"... وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء ، وتسكين الدهماء"فتح الباري(13/7).

    فأي مصلحة ترجى من إثارة قلوب العامة وشحنها على ولاة الأمر عبر إثارة ملف الموقوفين على رؤوس الأشهاد في المجالس والمنتديات والتويتر والفيس بوك ليقرأه الملايين !
    وأي خطام  وزمام سيكبح جماح أهواء وتصرفات العامة إن انفجر بركان الفتنة والشرور !
   ومن أعجب العجب أنك ترى عامة من يثير هذا الملف ويشتكي من خلاله الضلامات ويكثر على ولاة الأمر المطالبات ! لا يكلف نفسه بيان الموقف الشرعي الواجب على ذوي الموقوفين ، ولا يحذر القراء والعامة من اتخاذ هذا الملف ذريعة للطعن في ولاة الأمر ؛ بل يترك أولئك الأمر لعواطف العامة التي لا يحكمها شرع ولا يأطرها عقل !

   ومن الأمثلة التي وقعت عليها مقال بعنوان : "يا عقلاء النافذين: المعتقلين..المعتقلين.. فأنا النذير العريان" لكاتبه د.نايف القفاري ، رأيت فيه ما يوجب الرد عليه لئلا ينخدع بذلك من يطلع عليه من عامة المسلمين .
   وفي سقطة جديدة للداعية الإخواني المتلاعب بالتلاوة وصاحب سورة التفاحة محمد العريفي طار بمقال القفاري فرحاً وأعاده عبر تويتر !

   يقول القفاري : "سنوات من قهر الرجال عاشها المعتقلون وأسرهم معهم.. ولا زال ملفّهم ترتفع درجة حرارته مع كل لحظة يتغافل فيها النافذون عن إغلاقه برفع الظلم عن المظلومين، حتى وصل فيما أحسب إلى درجة من الغليان عالية ! يُخْشَى أن يعقبها انفجار.
   إن النواميس الربانية لا تحابي أحداً ! هل جاملت الصحابة يوم أحد؟ ألسنا نراها تتخطف كَرَاسِ القومِ من حولنا !
   وهذا الذي صار في صحارى مول هو بداية شرر كالقطر ويُوشِك إِن استَمرَّ التغافل أن يكون شرراً كالقصر، ثم بركان هائل يبدأ بأعزة أهلها قبل أذلتهم " .
   وأقول :
   إذا كنت حقاً تخشى أن الانفجار وترى قرب وقوعه فالحق عليك أن تسعى في حل هذه القضية عبر أمور :
   (1)أن تتواصل مع ولاة الأمر لحل قضية الموقوفين عبر القنوات الشرعية التي سلكها السلف الصالح كالمكاتبة والمجالسة للنصيحة فيما بينك وبينهم لا أن تجلب بخيلك ورجلك ترهب وتتوعد عبر الانترنت ! فأي مصلحة للموقوفين وذويهم من ذلك ؟!
   أليس لك في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل سلفنا الصالح قدوة حسنة ، ومن ذلك حديث عياض بن غنم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، وليأخذ بيده ، فإن سمع منه فذاك ، وإلا كان أدى الذي عليه)) رواه أحمد وابن أبي عاصم في السنة والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم وهو حديث صحيح .
   هل أنت خير من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه أسامة بن زيد  رضي الله عنه ، وذلك أنه قيل له: ألا تدخل على عثمان لتكلمه؟
   فقال: "أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ، ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه" متفق عليه.
   ألم يبلغك قول ابن النحاس رحمَهُ اللهُ: "ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد ، بل يود لو كلَّمه سراً ، ونصحه خفية من غير ثالث لهما"تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين ، وتحذير السالكين من أفعال الهالكين(ص/64).
  ألم تنظر يادكتور نايف في قول العلامة محمد بن علي الشوكاني رحمه الله: "ولكنه ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه، ولا يظهر الشناعة عليه على روؤس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أن يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يُذل سلطان الله..." السيل الجرار(4/ 556).
   وحق لي وأنا أراك قد أشغلت نفسك بهذه القضية وترى أن ولاة الأمر قد أخطئوا في هذا الباب وظلموا ! أن أذكرك وأنصحك بما نصح به العلامة محمد بن إبراهيم آل الشخ رحمه الله أحد تلاميذة حيث قال :
    ".. ولا ينبغي أن تكون عثرة الأمير أو العثرات نصْبَ عينيك والقاضية على فكرك، والحاكمة على تصرُّفاتك
   بل في السرِّ قم بواجب النصيحة ،
   وفي العلانية أظهر وصرِّح بما أوجب الله من حقِّ الإمارة والسمع والطاعة لها ، وأنها لم تأت لجباية أموال الناس ، وظلم دماء وأعراض من المسلمين ، ولم تفعل ذلك أصلاً إلا أنها غير معصومة فقط.
   فأنت كن وإياها أخوين:
   أحدهما : مبين واعظ ناصح.
    والآخر: باذل ما يجب عليه كاف عن ما ليس له ، إن أحسن دعا له بالخير ونشط عليه ، وإن قصَّر عومل بما أسلفت لك.
   ولا يظهر عليك عند الرعية ولا سيما المتظلمين بالباطل عتبك على الأمير وانتقادك إياه ، لأنَّ ذلك غير نافع الرعية بشيء ، وغير ما تعبَّدت به. إنما تعبَّدت بما قدمت لك ونحوه ، وأن تكون جامع شمل لا مشتت ، مؤلِّف لا منفِّر ، واذكر وصيَّة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما : ((يسرا ولا تعسِّرا ، وبشِّرا ولا تنفِّرا ، وتطاوعا ولا تختلفا)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
   وأنا لم أكتب لك ذلك لغرضٍ سوى النصيحة لك وللأمير ولكافة الجماعة وللإمام المسلمين والله ولي التوفيق والسلام عليكم"فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم(12/182-183) .

(2)أن تطيب خاطر ذوي الموقوفين ممن سجن ذويهم ظلماً عبر مقالك أو باتصالك وتصبرهم بما جاء من نصوص الصبر على ظلم السلطان وعدم الطعن فيه أو إثارة الناس عليه من خلال هذه القضية !
  هلا صبرتهم وقلت كما قال نبيك صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أئمة الجور فقال: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟
قال: "تسمع وتطيع للأمير، وأن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأسمع وأطع"مسلم.

  هذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم في ولاة وحكام لم يبلغ حكامنا من آل سعود وإن أخطئوا ما بلغه أولئك من الظلم ؛ فهؤلاء الأئمة المذكورين في الحديث من صفتهم أنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته ، وذلك غاية الضلال والفساد، ونهاية الزيغ والعناد، فهم لا يهتدون بالهدي النبوي في أنفسهم، ولا في أهليهم، ولا في رعاياهم...

ومع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بطاعتهم في غير معصية الله كما جاء مقيدا في أحاديث أخر -، حتى لو آل الأمر إلى ضربك وأخذ مالك، فلا يحملنك ذلك على ترك طاعتهم وعدم سماع أوامرهم، فإن هذا الجرم عليهم، وسيحاسبون ويجازون به يوم القيامة.

  وهذا الأمر النبوي هو من تمام العدل الذي جاء الإسلام به، فإن هذا المضروب إذا لم يسمع ويطع، وذاك المضروب إذا لم يسمع ويطع... أفضى ذلك إلى تعطل المصالح الدينية والدينوية، فيقع الظلم على جميع الرعية أو أكثرهم، وبذلك يرتفع العدل عن البلاد، فتتحقق المفسدة، وتلحق بالجميع.

   بينما لو ظُلِمَ هذا فصبر واحتسب، وسأل الله الفرج، وسمع وأطاع، لقامت المصالح ولم تتعطل، ولم يضع حقه عند الله تعالى، فربما عوضه خيراً منه وربما أدخره له في الآخرة.

  وهذا من محاسن الشريعة، فأنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده.
(3)أن تبين لعامة من يطلع على مقالك النصوص الشرعية وكلام أئمة السنة من السلف والخلف في النهي عن اتخاذ أخطاء السلطان تكأة للطعن فيه والخروج عليه سواء باللسان أو السنان ! لم تفعل ذلك مادمت تدعي النصح هداك الله !
  هلا طرزت مقالك أيها الدكتور الناصح ! بقول العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله : "فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإِثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى، وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها.

   فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر، ضاع الشرع والأمن؛ لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم، وأن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم، وحصل الشر والفساد.

   فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه، أن يعرف العواقب.
   وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة..." (حقوق الراعي والرعية).

   ألم تحدثك نفسك الناصحة ! أنه ربما جنحت العاطفة والحماس بقاريء من قراء مقالك لارتكاب جريمة أمنية يعاقب على إثرها بالسجن ؟! فيزداد بذلك عدد الموقوفين ! وتلد الأزمة أزمات لا حد لها !

   يقول القفاري :" وإذا أردتم أن تطلعوا على شيء من احتقان أهالي المعتقلين فلنقرأ سوياً تغريداتهم لما ذاع خبر موت الأمير نايف..." ثم قال :"هذا التغريدات من ألطف ما وقفت عليه! وقد وقفت في تويتر على صور لحفلات ذوي المعتقلين في بيوتهم.. أقاموا ولائم متنوعة تعبيراً عن فرحهم بموت الأمير، وكتبوا على الكيكات عبارات متنوعة تدل على مدى الاحتقان الذي يعيشه أهالي المعتقلين.
هذه ليست أفراح رافضة الشرقية.. لا.. ولا أفراح إسماعيلية نجران.. هذه أفراح أهل السنة!! ولو تكلفوا الحزن لخرجوا عن فطرتهم. هذا الإمام أحمد لم يتكلف الخروج عن فطرته مع من آذاه، قيل له: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد، عليه في ذلك إثم؟، قال: "ومن لا يفرح بهذا؟" [السنة للخلال 5/121] أقول هذا حكاية للحال".
   وأقول :
   في البدء هل لي أن أسألك :
   أولاً : هذه العبارات والصور التي نقلتها في الفرح بموت أسد السنة الأمير نايف رحمه الله ! أي دليل يثبت صحة نسبتها لذوي الموقوفين ؟ وما أدراك أنها ربما تكون من فعل من دأبوا على حرب هذه البلاد الطاهرة والطعن في ولاة أمرها من الروافض أو الخوارج ؟! إلا أن تكون شهدت إحدى هذه الاحتفالات وأكلت من هذه الكيكات !
   ثانياً : هب أن هذه العبارت والصور من صنيع ذوي الموقوفين فما يدريك أنهم من ذوي من أوقف وسجن ظلماً ؟! هل تملك الدليل على أنهم ليسوا من ذوي الإرهابيين المسجونين عقاباً لهم على ما اقترفت أيديهم من إرهاب وتفجير وتدمير ؟!
   لقد خرجت عزة الزهراني هداها الله في اليوتيوب تطالب بإخراج ابنها فارس الزهراني وتدعي أنه مظلوم ! مع أن ابنها فارس شويل الزهراني من أكبر المنظرين والمنفذين لأجندة تنظيم القاعدة والمكفرين للحكام ورجال الأمن والطاعنين في كبار العلماء وذلك ثابت بالصوت والصورة والكتابة ، وله مؤلفات في إباحة دم رجال المباحث ، والحكم على رجال الأمن بأنهم في النار !
  فما يدريك أن من أصدر العبارات والصور واحد من مثل هؤلاء الذين يريدون إخراج الإرهابيين من السجون ؟!
  وقد قلت أنت حينما تكلمت عن تحركات أهالي الموقوفين  : " وهذا الذي صار في صحارى مول هو بداية شرر كالقطر ويُوشِك إِن استَمرَّ التغافل أن يكون شرراً كالقصر، ثم بركان هائل يبدأ بأعزة أهلها قبل أذلتهم " .
   أقول : كل من شاهد ما حدث في صحارى مول قرأ اللافتات المكتوبة المطالبة بإخراج " هيلة القصير " !
   يطالبون بإخراج هيلة القصير الارهابية التي ثبت أنها دعمت الارهابيين بالمال وآوتهم وتسترت عليهم ! أم هي عندك من الموقفات ظلماً ؟!
   فمن يستطيع أن يقول بعد ذلك أن من يثير الناس ويكثر الحديث حول المطالبة بحل قضية الموقوفين كالعودة والسكران والعريفي إنما يعني الموقوفين ظلماً وليس الموقوفين من الإرهابيين ؟!
  ثالثاً : هب أن من أصدر العبارات والصور من ذوي المسجونين ظلماً المحتقنين قهراً ! هل يصح شرعاً إشاعة هذا الأمر في الناس وعلى الملايين عبر التويتر والانترنت ؟! لم لم توصل ذلك لولاة الأمر فيما بينك وبينهم ؟! أم أن وراء الأكمة ما ورائها ؟!
   أيها الدكتور الناصح !
   أنت تعُد تلك الأفعال من الفرح بموت الأمير نايف والتكبير لذلك وعمل الكيكات ابتهاجاً بذلك موائم للفطرة وفعل السلف !
   اسمح لي أن أقول أنك كذبت في ذلك !
   أما فعل السلف رحمهم الله فأنه لا يؤثر عنهم الفرح بموت أهل السنة وخدامها كالأمير نايف رحمه الله بل يفرحون لموت أهل البدعة والمشاقة للسنة ، وما قرنك بين موت الأمير نايف رحمه الله وموت داعية الضلالة والبدعة ابن أبي دؤاد إلا دليل على فساد فهمك و... طويتك !
   وما كان ظلم الحكام وجورهم عند السلف مدعاة للدعاء عليهم وإهانتهم وعيبهم والتجاهر بذلك البتة !
   عن زياد بن كسيب العدوي، قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر - وهو يخطب وعليه ثياب رقاق - فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق.
فقال أبو بكرة: اسكت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول:
"من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله".سنن الترمذي (2225) .
   وأي إهانة لولاة أمرنا أبلغ من الفرح بموت واحد من أعظم من خدم السنة وبذل نفسه لحماية أمن الدين والحرمين والبلاد والعباد منهم ! وأي تحقير أعظم من التكبير عند موته فرحاً ومشاركة الروافض والخوارج سروراً واحتفالاً بذلك ؟!
   قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((سيكون بعدي سلطان فأعِزُّوهُ ، من التمس ذُلَّهُ ثَغَرَ ثَغْرَةً في الإسلام ، ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت)) رواه ابن أبي عاصم في السنة(2/513رقم1079) وسنده صحيح.
   وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أكرم سلطان الله أكرمه الله ، ومن أهان سلطان الله أهانه الله)) رواه الإمام أحمد في المسند(5/42، 48-49) ، وابن أبي عاصم في السنة(2/2/489) والبيهقي في السنن الكبرى(8/163) وغيرهم من حديث أبي بكرة -- رضي الله عنه -- وسنده حسن.
    ويقول الفضيل بن عياض رحمه الله : لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان. فأُمرنا أن ندعو له بالصلاح ، ولم نؤمر أن ندعو عليهم، وأن جاروا وظلموا، لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وعلى المسلمين، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين""طبقات الحنابلة" (2/36).
   ويقول الحسن البصري رحمه الله تعالى في الأمراء: "هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود. والله لا يستقيم الدين إلاَّ بهم، وإن جاروا وظلموا. والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة، وأن فرقتهم لكفر"الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/195-196)؛ وأخرج القصة الخلاّل في "السنّة" (ص133).
   وقال الإمام البربهاري -رحمَهُ اللهُ- : "وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة -إنْ شَاءَ اللهُ- ." ثم ذكر قول الفضيل بن عياض السابق ثم قال: "فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ، ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا ، لأنَّ جورهم وظلمهم على أنفسهم ، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين"شرح السنة(ص/113-114).
   ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله بصوته في شرحه للعقيدة الطحاوية: " لا يجوز الدعاء عليهم : لأنَّ هذا خروج معنوي، مثل الخروج عليهم بالسلاح، وكونه دعا عليهم؛ لأنه لا يرى ولايتهم، فالواجب الدعاء لهم بالهدى والصلاح، لا الدعاء عليهم، فهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، فإذا رأيت أحداُ يدعو على ولاة الأمور، فاعلم أنه ضال في عقيدته، وليس على منهج السلف، وبعض الناس قد يتخذ هذا من باب الغيرة والغضب لله عز وجل، لكنها غيرة وغضب في غير محلهما؛ لأنهم إذا زالوا حصلت المفاسد"شرح الطحاوية.

   يقول القفاري : "وعلى رأس من تحدثوا عن ملف المعتقلين وكان حديثه كالبلسم الشافي لأسر المعتقلين إمام الحسبة في عصره الشيخ الفاضل العامل د. يوسف الأحمد، أمثله يسجن..؟! ولو عَثَرْ.. أمثله يسجن؟!! " .
   أقول :
  والله لقد أضحت عجائز في السعودية فضلاً عن العلماء وطلبة العلم ينكرن على يوسف الأحمد لما بلغهن خروجه عبر مقاطع الفيديو بدعوى مناصحة خادم الحرمين الشريفين وتسببه في خروج بعض النساء للتظاهر أمام مبنى وزارة الداخلية في الرياض !
   ومخالفات يوسف الأحمد الشرعية معروفة ليس من أقلها مخالفة منهج السلف الصالح في باب مناصحة السلطان ! وكذا التسبب في خروج النساء للتظاهر ومصادمة رجال الأمن ، واتخاذ ذلك سبباً لتحريك عواطف العامة ضد ولاة الأمر أشهر من يشهر ويذكر .

   ويقول القفاري : "أمثل العلاّمة الحافظ المتفنن الإمام سليمان العلوان يسجن؟! هؤلاء من خير أَمَنةِ البلاد.. أيسجنون ؟! " .
   أقول :
   قد شهدت يا دكتور والله يسألك عن شهادتك يوم القيامة ، { ستكتب شهادتهم ويسألون } .
   وأنا أشهد أن سليمان العلوان على غير منهج السلف الصالح في باب السمع والطاعة وبعض مسائل التكفير .
    ومن ذلك قوله في شرحه لنواقض الإسلام بتكفير الحكم بغير ما أنزل الله بدون تفصيل حيث يقول في ( التبيان ص38) : على قول الله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } "وإطلاق الآية يدل على أن المراد بالكفر هو الكفر الأكبر".
    إلى أن قال : " ونحن نقول أيضاً : إن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله أخف من كفر من كفر بالله وملائكته .. ولا يعني هذذا أن الحاكم مسلم وأن كفره كفر أصغر ، كلا بل هو خارج عن الدين لتنحيته الشرع " ، ومعلوم أن علماء أهل السنة يفصلون في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، ولكن لما كان ديدن العلوان ومن كان على شاكلته تكفير حكام المسلمين جنح إلى تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله بلا تفصيل وتحقيق أهل السنة .
  و يقول سليمان العلوان غامزاً كبار العلماء في عصرنا في كلمته (( ألا إن نصر الله قريب )) : "ولم يكن أحد منهم - أي العلماء الماضين - يجد أدنى حرج من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفتوى بما يعلم أنه الحق وإيصال الصوت الإسلامي إلى عالمهم والتحدث عن الإسلام وحقائقه ومقوماته وخصائصه. وما كانوا يقبعون في بيوتهم ينتظرون الإذن السياسي في قول كلمة الحق والإنكار على أهل الباطل ".
   ويقول أيضاً : " وأما الآن فقد أصبح كثير من أهل العلم موظفين لدى السلاطين فأخرست الأطماع ألسنتهم فلا يقدرون على القيام بالعهد والميثاق المأخوذ عليهم في الكتاب . ولا يستطيعون مصاولة الباطل ولا مقارعة الفساد – ثم قال – وإني لأرمق بإجلال وإكبار عالماً عزت عليه نفسه فلم يذلها بالتردد على قصور السلاطين واستغنى عما في أيديهم فجعل العلم خادماً للدين وليس للسياسة . وسخر الفتوى للديانة وليست للإعاشة ".
   أيكون من هذا كلامه من خير أَمَنةِ البلاد ؟!

   يقول القفاري مخاطباً ذوي الموقوفين :" إلزموا سهام الليل.. واصلوا طرق كل سبيل جائز مشروع " .
   أقول :
   جزاك الله خيراً على هذه النصيحة لذوي الموقوفين !
   ولكن !
  هلا بينت لهم السبل الجائزة المشروعة لتحقيق مطالبهم ورفع ظلامتهم !
  وهلا بينت لهم أنه ليس من الجائز ولا المشروع لتحقيق مطالبهم ما يلي :
(1)المظاهرات والاعتصامات وخروج النساء وتجمهرهن للمطالبة بإنهاء قضايا الموقوفين .
(2)الدعاء على ولاة الأمر والطعن فيهم والفرح بمصائبهم .
(3)كتابة العرائض وإشهارها والمطالبة بالتوقيع عليها من أكبر عدد من الناس عبر الانترنت لممارسة الضغط على ولاة الأمر .
(4)إثارة العامة وإيغار صدورهم على ولاة الأمر .
   لو فعلت ذلك لكان لنصيحتك أثر حسن ولسان صدق ، ولكن للأسف أخطأت إستك الحفرة !
   ليتك عملت بما جاء في "الصحيحين"  من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الأخر، فليقل خيراً أو ليصمت" .
  وفي "الصحيحين" أيضاً عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه .قال: قالوا: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".
   ثم إني أقول لك يا دكتور نايف !
   إن من آثار حملتك في قضية الموقوفين أنت ومن كان على شاكلتك الطعن في كبار العلماء من المتقدمين والمتأخرين ممن لم يكن من منهجه الحديث عما يقع في السجون وإظهارهم بمظهر المداهنين مع الحكومة والساكتين عن قول كلمة الحق ، وعليه تسقط مكانة ابن باز وابن عثيمين وآل الشيخ والفوزان وغيرهم من كبار علماء أهل السنة عند عامة الناس .
  ورحم الله سهل بن عبد الله التستري حيث يقول : " لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم".
   ختاماً :
   أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفق ولاة الأمر وييسر لهم قفل هذا الباب وحل هذه القضية عاجلاً بإخراج من لم يثبت عليه شيء ومواساته وتعويضه ورد اعتباره ، وأن يوفقهم لإقامة شرع الله تعالى في الخوارج الارهابيين ومن أفتى لهم وحسن لهم طريقتهم .
   وأن يربط سبحانه على قلوب ذوي الموقوفين وأن يلهمهم الصبر وأن يقر أعين كل من سجن ظلماً بخروجه وعودته إلى أهله سالماً .
   وأن ينتقم الله تعالى من كل داعية ضلالة كابن لادن والمسعري والفقيه ومن كان على شاكلتهم من الخوارج الصرحاء والقعدية ممن تسببوا في سجن كثير من الشباب وجنوحهم عن سنة نبيهم وصراطه المستقيم .

وكتب الفقير إلى ربه
الهامور الكحلي
كاتب الساحات العربية

هناك 8 تعليقات:

  1. احترم ردك ..

    ولكن أيهما أعظم إساءة ؟!

    العريفي الذي أساء إلى القرآن !

    أم من وصف العريفي بما جنت يداه ؟؟!!!

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب ، الذي بينت به الحق

    ردحذف
  3. الهامور الكحلي :
    أشكرك كثيرا وأسأل الله أن يبارك في جهودك ،
    وأسأل الله أن يحمي أبنائنا من فكر الخوارج .

    ردحذف
  4. رد مفحم جزاك الله خيراً فقد نصرت السنة و اهلها اسعدك الله و حفظ بلادنا من شر هؤلاء المناصرون للخوارج

    ردحذف
  5. مقال جيد! وأسأل الله أن يصرف الفتن عن هذه البلاد وعن سائر بلاد المسلمين
    جزاك الله خيرا
    وكم هم سفهاء حمقى! أبسط شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألا يؤدي ذلك إلى منكر أعظم منه
    من أيسر الشروط وقد أجمع عليه العلماء في كل مكان وزمان
    وهؤلاء الحمقى لا يفهمون وفيهم من هو دكتور او أستاذ جامعي! ما فائدة الشهادات؟ ما فائدة البحوث والمقالات إن لم تورثكم استقامة على السنة وبصيرة بالفتن وأسبابها وطرقها!

    لكن حسبنا الله ونعم الوكيل
    وكان الله للشباب المسكين المتأثر بهؤلاء المخدوع بهم

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    جزاك الله خيرا...
    لعلي أكون موسوسا...لكن لا أدري لم يعجبني مكان كلمة (إستك) فوق الحديث...إن أمكن تغييرها فهذا أفضل و الله أعلم.
    ثبتنا الله و إياكم على منهج السلف الصالح

    ردحذف
  7. اسال الله لكم العون والتوفيق والتسديد

    ردحذف