بين الحين والآخر تقوم وزارة التعليم مشكورة بطرح برامجها للمشاركة المجتمعية سواء من جهة استقبال المقترحات حول تلك البرامج أو النقد ؛ بل وتستضيف أحيانا شخصيات معينة لتلاقي الأفكار مع مسؤولي الوزارة .
لكن العجيب أن برامج الأمن الفكري تحاط بجانب من الغموض ولا يؤخذ فيها لا أولياء أمور الطلاب ولا المهتمين بالشأن الأمني ! ولا تعرف أن هناك برامج إلا نتف من الأخبار عبر تويتر رغم البهرجة الإعلامية التي تمارسها الوزارة حول جهودها في مكافحة الإرهاب ونشر الأمن الفكري !
يراسلني الكثير من المعلمين والمعلمات وإن لم أقل كلهم فمعظمهم يشكو من عدم وجود أي أثر لتصريحات سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله وبيانات الداخلية والنيابة العامة والخارجية وهيئة كبار العلماء المتعلقة بتجريم الجماعات والإحزاب والنص خصوصاً على جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ! فلا شيء من ذلك يذكر البتة ! وكأن مدارسنا تقبع في دولة غير هذه الدولة السعودية التي تحاربها هذه الجماعة ليل نهار .
وحتى بعد عاصفة إلغاء فطن و حصانة وإنشاء مركزاً للتوعية الفكرية برئاسة الرويس بدأت التسريبات تظهر بعدم إكتراث الرويس بالأمن الفكري ومحاربة الجماعات وخاصة جماعة الإخوان ، بل كان لقاءه الصحفي كارثة بكل المقاييس ولا يبشر بأي بارقة أمل فالرجل عقليته تقول إنه يدور في فلك يريده الإخونجية وإن لم يشعر وهو قضية الإعجاز العلمي !
يعني سنعود من جديد للدوران في فلك زغلول النجار و الزنداني ووجدي غنيم فهم الذين صدعوا رؤوسنا بما أسموه الإعجاز العلمي بينما هو تحريف لنصوص الكتاب والسنة وعسف لها لتوافق النظريات المتجددة والمتغيرة .
إن ما تفعله وزارة التعليم من تخبط في برامجها للأمن الفكري ليس سوى نوع من التفحيط إن جاز لنا استعارة هذه العبارة !
السؤال : من هو الشخص الذي يدير ملف الأمن الفكري في وزارة التعليم ؟ ولماذا هذا الفشل الذريع في هذا المجال ولسنوات متعاقبة ظهرت فيها فضائح فطن والقائمين عليه .
ولمصلحة من يبقى الطالب (والطالبة) يعيش إنفصاماً فكرياً بين مايسمعه من الجهات العليا في الدولة وبين ما يراه في مدرسته .
إن إخراج بعض كتب سيد قطب من المكتبات المدرسية جهد مشكور ، ولكنه لا يعني أننا أخرجنا فكره ومنهج جماعته من مدارسنا !