كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفَاضِل بين أصحابه - رضي الله عنهم - بحفظ
القرآن، فيعقد الراية لأكثرهم حفظًا، وإذا بعث بعثًا جعل أميرهم أحفظَهم للقرآن،
وإمامَهم في الصلاة أكثرَهم قراءة للقرآن، ويقدِّم للَّحْدِ في القبر أكثرَهم أخذًا
للقرآن، وربما زوَّج الرجل على ما يحفظه في صدرِه من القرآن.
ومن الفضائل الواردة لحافظ القرآن :
(1)أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إماماً .
عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه " . رواه مسلم ( 673 ) .
وعن عبد الله بن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا . رواه البخاري ( 660).
(2)أنه يقدَّم على غيره في القبر في حال الاضطرار .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى " أحد " في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم . رواه البخاري ( 1278 ) .
(3)يقدّم في المناصب إن كان أهلاً لها.
عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال : من استعملتَ على أهل الوادي ؟ فقال : ابن أبزى ! قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ! قال : فاستخلفتَ عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض ، قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين . رواه مسلم ( 817 ) .
(4)فإن منزلة الحافظ للقرآن عند آخر آية كان يحفظها .
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ". رواه الترمذي ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2329 ) : حسن صحيح.
قال الألباني رحمه الله :
( واعلم أن المراد بقوله : " صاحب القرآن " حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله . . أي أحفظهم ، فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا ، وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ، ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن ، لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى ، وليس للدنيا والدرهم والدينار ، وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : أكثر منافقي أمتي قراؤها ) [السلسلة الصحيحة (5/281) برقم 2240].
(5)أنه يكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة .
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران " . رواه البخاري ( 4653 ) ومسلم ( 798 ) .
(6)أنه يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة " . رواه الترمذي ( 2915 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2328 ) : حسن .
(7)أنه يَشفع فيه القرآن عند ربِّه:
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة . رواه مسلم ( 804 ) .
روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتابِ الله، فإن
كانوا في القراءة سواءً، فأعلمُهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً، فأقدمُهم
هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواءً، فأقدمُهم سِلْمًا، ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ
في سلطانِه، ولا يقعد في بيته على تكرمتِه إلا بإذنه))، قال الأشج في روايته مكان
"سِلْمًا": "سنًّا".
روى البخاري عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -
أنه قال: "وكان القرَّاء أصحابَ مجالس عمرَ ومشاورته، كهولاً كانوا أو
شبانًا".
ما معنى كلمة (القراء) ؟ ومن هو حافظ القرآن حقاً ؟
قال العلامة سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله:"قوله: "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء". القراء جمع قارئ وهم عند السلف الذين يقرؤون القرآن ويعرفون معانيه، أما قراءته من غير فهم لمعناه، فلا يوجد في ذلك العصر، وإنما حدث بعد ذلك من جملة البدع.[تيسير العزيز الحميد ص(539)].
فما يفعله كثير من الناس اليوم من جعل حفظ حروف القرآن الكريم والتفنن في التجويد والتكلف فيه غاية الغايات مع عدم العناية بفهم القرآن الكريم وبالتالي ضعف العمل به لاشك أنه ليس من منهج السلف رحمهم الله .
قال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ} [سورة المؤمنون، الآية: 68].
قال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد، الآية: 24]
قال تعالى : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة ص:29] .
قال سيد التابعين الحسن البصري رحمه الله: "إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من قِبَل أوله. قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [سورة ص، الآية: 29] ، وما تدبُّر آياته إلا اتِّباعُه؛ ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفاً وقد –والله- أسقطه كله؛ ما ترى القرآن له في خلق ولا عمل !
وحتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَس، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا؟ لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء" مختصر قيام الليل، للمروزي، ص (176)، والزهد لابن المبارك، ص (274).
قال ابن القيم رحمه الله : "نزل القرآن ليُعمَل به فاتَخَذوا تلاوته عملاً؛ ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه، فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم"زاد المعاد، لابن القيم: (1/323).
ولقد جاءت الروايات والأخبار عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم منهم عثمان بن عفان وعبد الله ابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين أنهم كانوا يأخذون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى، حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا العلم والعمل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "تدبُّر الكلام إنما ينُتفَع به إذا فُهِم، قال تعالى: {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [سورة الزخرف، الآية: 3] . فالرسل تبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم، وعليهم أن يبلِّغوا الناس البلاغ المبين، والمطلوب من الناس أن يعقلوا ما بلَّغه الرسل، والعقل يتضمن العلم والعمل؛ فمن عرف الخير والشر، فلم يتَّبع الخير ويحذر الشر لم يكن عاقلاً"مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: (15/108).
ومن أعجب العجب ما تراه من الزام البعض للناس بحفض القرآن الكريم كاملاً ويجعل ذلك الهدف بلا فهم لما يحفظ !
في البخاري : عن أنس قال : مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد . قال : ونحن ورثناه . (4718).
وليس المقصود حصر الحفاظ في أربعة لأن الصحابة الذين يحفظون القرآن أكثر من هذا العدد ، ولكن الثابت والمقطوع به أنه ليس كل الصحابة ولا أكثرهم حفظ القرآن الكريم كله ، فمنهم من يحفظه كله ، ومن هم من يحفظ أقل من ذلك .
أخرج ابن سعد في طبقاته عن محمد بن سيرين قال: "قُتل عمر ولم يجمع القرآن"طيقات ابن سعد 3/ 224.
قال ابن حجر : وقد ظهر لي ... أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط ، فلا ينفي ذلك ، عن غير القبيلتين من المهاجرين ، لأنه قال ذلك في معرض المفاخرة بين الأوس والخزرج "[فتح الباري 9/51 الشاملة].
قال ابن عمر رضي الله عنه :"كان الفاضل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها، ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يرزقون القرآن منهم الصبي والأعمى، ولا يرزقون العمل به" أخلاق أهل القرآن للآجري، ص (10).
قال ابن عبد البر رحمه الله : "أول العلم حفظ كتاب الله عزوجل وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا
أقول إن حفظه كله فرض؛ ولكني أقول إن ذلك شرط لازم على من أحبّ أن يكون عالماً
فقيهاً ناصباً نفسه للعلم، ليس من باب الفرض" [جامع بيان العلم وفضله 2/1129].
وسئل الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، عن فضل حفظ القرآن.
فأجاب: أما ما ورد في الفضل في حفظ القرآن، هل المراد حفظه مع فهمه؟ فلا يحضرني جواب يفصل المسألة، ولكن حفظه مع عدم الفهم لا يوجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء، إلا أشياء خاصة لا عامة، وأظنه لو وجد في زمانهم لاشتهر، كشهرة الرجل الذي يسمى عندنا: "حمار الفروع" لما ذكر أنه يحفظ الفروع ولا يفهمه؛ وقد قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [سورة الجمعة آية: 5] الآية.
ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى: أن هذه الآية ولو نزلت في أهل التوراة، فالقرآن كذلك لا فرق بينهما، وكذلك ذم القراء الذين يقرؤون بلا فهم معنى، وفيهم قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة آية: 78] ، أي: تلاوة بلا فهم ; والمراد من إنزال القرآن: فهم معانيه والعمل، لا مجرد التلاوة. [الدرر السنية 13/22].
أخرج لإمام عبد الرزَّاق في مصنفه بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم على عمر رضي الله عنه رجل فجعل عمر يسأله عن الناس فقال: "يا أمير المؤمنين! قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا" فقال ابن عباس فقلت: "والله! ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة" قال: فزبرني (زجرني) عمر، فقال: "ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفًا" قال: فقلت: "يا أمير المؤمنين! إن كنت أسأت فإني استغفر الله وأتوب إليه، وأنزل حيث أحببت". قال: "لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل". فقلت: "يا أمير المؤمنين! متى ما تسارعوا هذه المسارعة يحيفوا؛ ومتى ما يحيفوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا". فقال عمر: "لله أبوك! لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها"مصنف عبد الرزاق (20368)، باب: الخصومة في القرآن.
يقول أبو عبد الرحمن السُلمي أحد تلامذة الصحابة: "إنما أخذنا القرآن من قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأُخَر حتى يعلموا ما فيهن من العمل، فتعلمنا العلم والعمل جميعًا وإنه سيرث القرآن من بعدنا قوم، يشربونه شرب الماء لا يجاوز هذا وأشار إلى حنكه"فضائل القرآن ص 242.
فانظروا رحمكم الله عمن يأخذ الناس اليوم القرآن إلا من رحم ربك ؟!
كانوا حتى وقت قريب لا يشترطون في المعلم والمعلمة إلا حفظ القرآن كاملاً مع الاتقان للتجويد ! مع غض النظر عن عقيدة المعلم والمعلمة ، وغض النظر عن المامهما بالتفسير !
وزادوا أخيراً الطين بلة فلم يعودوا يشترطوا حفظ القرآن كاملاً بل أهم شيء أنه متقن للتجويد !
ومن آخر بدعهم (تدبر) القرآن بلا قاعدة علمية من فهم للغة العرب واتقان للتفسير ! فصاروا يسمون ما تمليه عليهم شياطينهم تدبراَ !
وصار الطلاب والطالبات يتبارون في سرعة حفظ القرآن ! وكأنهم بذلك قد بلغوا الغاية في تحقيق مقاصد إنزال القرآن الكريم.
يقول ابن مسعود: "إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويعصب عليهم العمل به"أخلاق أهل القرآن للآجري، ص (10).
التكلف في التجويد :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في شرحه لقوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) كما في المجموع(50/16):"وأما في - باب فهم القرآن- فهو دائم التفكر في معانيه والتدبر لألفاظه واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئا من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن فإن شهد له بالتزكية قبله وإلا رده وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه.
ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك. فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق بـ (أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك. وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت. وكذلك تتبع وجوه الإعراب واستخراج التأويلات المستكرهة التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان".
فتوى ابن باز والعثيمين في أحكام التجويد المبتدعة
السؤال :
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمّا بعد:
نحن مجموعة مدرسين رشحنا لدورة في القرآن الكريم ودراسة علم التجويد وقد أفادنا مدرس التجويد [أن التجويد ينقسم إلى قسمين: علمي – وعملي أما العلمي فرض كفاية، وأما العملي واجب على كلّ قارئ من مسلم ومسلمة] أي: أن تطبيق أحكام التّجويد واجب على كلّ مسلم ومسلمة.
أرجو بيان الحقّ في ذلك على ضوء من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه يستدل بقوله تعالى {ورتل القرآن ترتيلا}، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
لا أعلم دليلاً شرعيّاً يدلّ على وجوب الالتزام بأحكام التّجويد، أما قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً}، فهو يدلّ على شرعية التمهّل بالقراءة وعدم العجلة. وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز 12/11/1415
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به ؟
أجاب -رحمه الله-: لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد, وانما أرى انها من باب تحسين القراءة, وباب التحسين غير باب الالزام, وقد ثبت في صحيح البخاري عن انس بن مالك-رضي الله عنه- انه سئل كيف كانت قراءة النبي-صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا, ثم قرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج الى تعمده والنص عليه هنا يدل على انه فوق الطبيعي ولو قيل : بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم, ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج الى دليل تبرأ به الذمة أمام الله في الزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله او سنة رسول-صلى الله عليه و سلم- أو اجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي-رحمه الله- في جواب له ان التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.
وقد اطلعت على كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية حول حكم التجويد قال فيه صفحة 50 مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى(ولا يجعل همته فيما حجب به اكثر الناس من العلوم عن حقائق القران اما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك, فان هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق بــ( أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم و تحسين الصوت) انتهى
منقول من كتاب العلم للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله طبعة دار الثريا للنشر صفحة 170-171.
حفظ ما تيسر من القرآن الكريم
السائل:إنني
كثيرا ما أحفظ آيات من القرآن الكريم، ولكن بعد فترة أنساها، وكذلك عندما أقرأ آية
لا أعلم هل قراءتي صحيحة أم لا؟ ثم أكتشف بعد ذلك أنني كنت مخطئا، دلوني لو تكرمتم.
أجاب سماحة الشيخ عبد العيزيز بن باز رحمه الله :" المشروع لك يا أخي أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله، وأن تقرأ على بعض
الإخوة الطيبين في المدارس أو في المساجد أو في البيت، وتحرص على ذلك، حتى يصححوا
لك قراءتك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم من
تعلم القرآن وعلمه رواه البخاري رحمه الله في صحيحه، فخيار الناس هم أهل
القرآن الذين تعلموه وعلموه الناس، وعملوا بهولقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض
أصحابه: أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين
عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقالوا: يا رسول الله: كلنا يحب ذلك، فقال
عليه الصلاة والسلام: لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم
آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع
ومن أعدادهن من الإبل أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وهذا يبين لنا فضل
تعلم القرآن الكريم، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة
قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة. أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج
عليك في ذلك، فكل إنسان ينسى، كما قال عليه الصلاة والسلام: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون وسمع مرة قارئا
يقرأ فقال: رحم الله فلان لقد أذكرني آية كذا كنت
أسقطتها أي أنسيتها، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر، أو
يذكره غيره، والأفضل أن يقول: نُسِّيت بضم النون
وتشديد السين، أو: أنسيت، لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا بل هو نسي يعني أنساه
الشيطان، أما حديث: من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو
أجذم فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي، والنسيان ليس باختيار
الإنسان وليس في طوقه السلامة منه، والمقصود أن المشروع لك حفظ ما تيسر من كتاب
الله عز وجل، وتعاهد ذلك، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح لك أخطاءك.
وفقك الله ويسر أمرك".
بدعة يوم الهمة في دور القرآن
الحمدلله الذي وفق علمائنا لبيان بدعية هذا العمل
ومما أحدثه الحزبيون أيضاً :
-1-
ربط الطلاب والطالبات بتفاسير أهل البدع كتفسير سيد قطب.
-2-
استغلال دور التحفيظ لكسب الأتباع للمناهج الوافدة كجماعة الإخوان المسلمين والسرورية وجماعة التبليغ.
-3-
إدخال أنشطة اللهو والأناشيد الصوفية والتمثيل .
-4-
التربية الصوفية للطلاب والطالبات.
-5-
إضعاف الولاء لولاة الأمر وللوطن والعلماء الثقات ، وتفخيم مكانة قطر وتركيا ورموز الجماعات الضالة في وجدان الطلاب والطالبات لأن هاتين الدولتين ترعيان وتتبنيان منهج جماعة الإخوان.
-6-
نشر الفتاوى الضالة كإفتاء النساء بجواز سفرهن بلا محرم إلى تركيا والبوسنة ، وجواز الاحتفال بأعياد الميلاد.
إقتراح مهم :
اقترح فرض منهج في الأمن الفكري تلزم به جميع محاضن ودور تحفيظ القرآن الكريم
على أن يحتوي هذا المنهج على :
الاعتصام بالكتاب والسنة
أثر العناية بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً في تحقيق الأمن الفكري
السمع والطاعة لولاة الأمر
وجوب الالتزام بالجماعة
حقوق الوطن
تحريم التفرق وبدعية الجماعات كالإخوان والتبليغ والسرورية
التحذير من المظاهرات - الاعتصامات - الثورات
وتخصيص فصل كامل عن الخوارج المتقدمين والمتأخرين وكيف أنهم لم ينتفعوا بحفظهم للقرآن الكريم مع تضييعهم لفهم الصحابة له .
وليس ذلك الأمر ببدع من الأمر
فهذا الفريابي رحمه الله ألف كتاباً في فضائل القرآن
وعقد فيه فصلاً كاملاً
لصفات الخوارج !
فلم فعل ذلك رحمه الله ؟
أترك الجواب لفطنة القاريء الكريم .
****************************
***********************
*****************
***********
*****
***
**
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق