جزى الله خادم الحرمين الشريفين على حلمه وعفوه
وأمره بإخراجه يوسف الأحمد من السجن
والذي أقوله يجب أن لا يستعجل الناس في الانكباب على هذا الرجل ولا الأخذ عنه
حتى يظهر توبته ساطعة مجلجلة
ويظهر استحقاقه لعفو ولاة الأمر عنه
وحتى لا يغتر مغتر تعالوا لنقرأ هذه السطور :
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف أحدثكم عن رجل وأي رجل هو !
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت ، الملقب بمهدي الموحّدين.
مؤسس دولة الموحدين التي قامت على أنقاض دولة المرابطين.
ولد محمد بن عبدالله بن تومرت الصنهاجي، في الثلث الأخير من القرن الخامس الهجري ببلاد المغرب الأقصى.
حفظ ابن تومرت القرآن الكريم،
ودرس بعض العلوم الإسلامية في بلاد المغرب في صباه
ثم ارتحل منها سنة 501هـ حيث زار قرطبة.
ثم ارتحل بعد ذلك إلى المشرق، حيث تنقل بين عواصمه الثلاث (بغداد) و(مكة) و(القاهرة).
وفي طريق عودته إلى بلاده من بلاد المشرق مرّ بمكة، وفيها بدأ دعوته حيث أخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يقول ابن العماد الحنبلي أنه : " بدأ أولاً الإنكار بمكة فآذوه فقدم مصر ".
هكذا كانت بداية ظهور دعوة ابن تومرت.
وكون خلية سرية بمصر .
ولما وصل إلى بلاد المغرب نزل بمدينة المهدية
وفيها واصل نشاطه في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
يذكر ابن خلدون أنه لما نزل بطرابلس أظهر ما يدعو إليه صراحة، كما أنكر على علماء المغرب عدم أخذهم بما يدعو إليه وينادي له.
ذكر بعضهم خصائص دعوة ابن تومرت فقال :
أ - أنه تدرج في إظهار دعوته، كما ألبسها الصبغة الإصلاحية، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ب - أنه خاطب بها الجهال والسذج من الناس الذين لا يدركون حقيقة ما فيها من انحراف عن الخط الإسلامي الصحيح.
ج - أنه كان يبالغ في إنكار المنكر على الحكام الذي يمر بديارهم كما فعل مع االسلطان ابن تاشفين زعيم دولة المرابطين، وذلك لكي يكسب بهذه الجرأة مكانة عند الناس.
د - مما يلحظ على ابن تومرت أثناء هذه المرحلة في دعوته أنه بالرغم من تظاهره بالتقى والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنه كان لا يتورع عن الكذب حتى أثناء قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لما ناظره العلماء تبين لهم حقيقة ما يحمله ابن تومرت من آراء ومعتقدات تخالف طريقة أهل السنة والجماعة،
أوصوا السلطان بسجنه سداً للذريعة.
ودرءاً للفتنة
لكن أحد المرابطين شفع فيه فأمر السلطان بإخراجه من مراكش ولم يسجنه .
وفي بلاد السوس أسس ابن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء قبيلته، حيث التف حوله الكثير من المؤيدين والأنصار، فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة لدعوته حيث شرع في تدريسهم على شكل حلقات ودروس منظمة
وكان يؤصل في نفوس أتباعه موقفه من دولة المرابطين من خلال تلك الحلقات والدروس
وبهذا استطاع أن يوجد حاجزاً نفسياً قوياً بين كثير من تلاميذه ودولة المرابطين، وهذا بلا شك مما ساعد على تهيئة كثير من الموحدين للتصدي للمرابطين، ومقاومتهم وهو ما كان يهدف إليه ابن تومرت.
****************
اعلان ابن تومرت قيام دولته:
لما اطمأن ابن تومرت إلى قاعدته وحسن ولائها له، دعا الناس إلى مبايعته،
فبايعوه بالإمامة وكان ذلك في الخامس عشر من شهر رمضان سنة 515هـ .
وهكذا نرى كيف أن ابن تومرت لم يجرؤ على إعلان أنه المهدي إلا بعد أن وثق من ولاء عامة الناس له، وفي هذا يقول ابن خلدون: "ولما كملت بيعته لقبوه بالمهدي وكان لقبه قبلها الإمام".
حفظت لنا كتب التاريخ مآل رفض السلطان يوسف بن تاشفين نصيحة أحد الحكماء في شأن ابن تومرت "اسجنه وأصحابه وأنفق عليهم مؤنتهم وإلا انفقت عليهم خزائنك" - يقصد حربهم حين تشتد قوتهم-،
فكانت النتيجة أن قامت دولة ابن تومرت الظالمة وهدمت دولة المرابطين!
*******************
فوائد عن ابن تومرت:
كان المغاربة على مذهب السلف في أصول الدين زمن دولة المرابطين( 451-541ه) ،
فلما اظهر محمد بن تومرت الأشعري دعوته ، كفّر مخالفيه من المغاربة
و اتهمهم بالتشبيه و التجسيم
و استباح دماءهم و أموالهم
و دخل في حروب طاحنة مع المرابطين
و أدخل المغرب الإسلامي في فتنة دامية
و فرض الأشعرية على الرعية
و عندما تُوفي واصل أتباعه دعوته ، و ارتكبوا مجازر رهيبة في حق المرابطين عندما دخلوا مدينة مراكش سنة 541ه
و يُروى إنهم قتلوا منهم سبعين ألف شخص .
المصدر: ( الذهبي : السيّر ، ج 19 ص: 645-646 . و الناصري احمد بن خالد: الاستقصاءلأخبار دول المغرب الأقصى ج 1 ص: 96، 196) .
و قد وصف ابن القيم الجوزية ابن تومرت و أفعاله بأنه :
"رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل
قتل النفوس و أباح حريم المسلمين
و سبى ذراريهم ، و أخذ أموالهم
و كان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير
و استباح قتل مخالفيه من العلماء
و سمى أصحابه موحدين ، و هم جهمية نُفاة لصفات الله تعالى" .
المصدر :ابن القيم : المنار المنيف ص: 153 .
قال الحافظ الذهبي :
"...وكان قوته من غزل أخته رغيفا بزيت أو قليل سمن لم ينتقل عن ذلك "
المصدر: الذهبي ، سير أعلام النبلاء(19\553) .
وقال الذهبي :" بلغني أنه -أي القاضي عياض- قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت".
المصدر:السير (20/217).
*************
فائدة للحركي الحزبي سليمان الخراشي :
يقول أحد أخدان يوسف الأحمد وهو سليمان الخراشي :
" وليعلم أن السرقات التي استطعت إثباتها على المالكي هي عشر سرقات كاملة ، ولعل من تقصى ودقق النظر في رسائله وجد غيرها الكثير ؛ لأن الرجل مجرد صدى لغيره - كما سبق-.
... أسال الله العزيز أن يكبت هذا المبتدع ، وأن يكفينا شره (ومن وراءه) ، وأن يسلط ولاة أمرنا عليه ، ليجتثوا باطله ، فيكون عبرة لإخوانه المتربصين بنا الدوائر ، فإن (معظم النار من مستصغر الشرر) .
قال الخراشي في الحاشية : "ومن اطلع على بداية فتنة (ابن تومرت) في المغرب علم أن (التساهل) في مثل هذا الأمر (تحت أي مسوغ!) مما يجلب الشر لهذه البلاد، اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد" .
المصدر : سرقات حسن المالكي لسليمان الخراشي .
******************
على من خرج ابن تومرت؟
خرج على السلطان، صاحب المغرب، أمير المسلمين، أبو الحسن، علي بن يوسف ابن تاشفين.
تولى بعد أبيه سنة خمسمائة.
وكان حسن السيرة، جيد الطوية، عادلا، نزها، حتى كان إلى أن يعد من الزهاد المتبتلين أقرب
واشتد إيثاره لأهل العلم والدين
بلغ الفقهاء في أيامه مبلغا عظيما.
وكان إذا وعظه أحدهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبه لها، وظهر ذلك عليه.
ودان أهل زمانه بعدم الخوض في علم الكلام وأنه بدعة
وابتلي بنواب ظلمة
ثم خرج عليه ابن تومرت وحاربه وقوي عليه وأخذ البلاد
*************
ماذا يقول ابن تومرت عن دولة هذا الحاكم الزاهد العابد ؟
مما جاء في إحدى رسائل ابن تومرت التي وجهها إلى الموحدين قبيل لقياهم بالمرابطبن بإحدى المعارك :
"واعلموا وفقكم الله أن جهادهم فرض على الأعيان على كل من فيه طاقة على القتال
واجتهدوا في جهاد الكفرة الملثمين فجهادهم أعظم من جهاد الروم وسائر الكفرة بأضعاف كثيرة لأنهم جسموا الخالق سبحانه وأنكروا التوحيد وعاندوا الحق".
ويقصد بالتجسيم عقيدة أهل السنة والجماعة في إثبات صفات الله تعالى !
لأن ابن تومرت أشعري ينكر ذلك !
المصدر: (البيذق: أخبار المهدي بن تومرت، تحقيق بروفنسال ص9).
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعل هذا العفو سبباً في هداية الشيخ يوسف ورجوعه إلى الحق
وأن يوفقه لسبيل السنة والهدى
وأن يكفيه شر القديمي وسلمان العودة وكل دعاة الشر
(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أنعم بها من جريمة..
ردحذفولا أزيد على قول (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليقل خيراً أو ليصمت)
جزيت خيرا ووفقك الله على نصحك الذي جاء نابع من القلب وحرقة على الدين وأهله . واسأل الله أن يثبت هذه الدولة على التوحيد . والامر بالمعروف والنهي عن المنكر (لمن اضاف التعليق)ليس هو الخروج على الحكام وهذا والتناقض والجهل المركب فمتى كانت استبتاحة دماء المسلمين امرا بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا مذهب الخوارج الذي يتلحف بلباس الحسبة . هداك الله وهدى الله الأحمد فليس بشيخ والله فلو عرف الحق ونصوص الكتاب والسنة ومنهج السلف لما حدث منه ما حدث فادعو الله له بالهداية والصلاح ومن عاش منكم فسيرى اختلافا كثيرا .
ردحذفتسلم يا غالي علي مجهودك
ردحذفحقيقةً أرى أنك تخلط وتتهجم وذكرت الشيخ يوسف الأحمد وعدم الانكباب عليه في بداية المقال ثم بدأت تخوض في قصة ابن تومرت ,,
ردحذفوأرى تهجم واضح على جماعة الاخوان في مدونتك وذكر اسمائهم وربطهم بمذهب الصوفية ومن مطالعتي لما يقال عنهم من قبل الربيع العربي يتضح انه تيار فكري لايرتبط بمذهب معين وأرى نشاطاً واضحاً في تشويه صورتهم بعد الربيع العربي ووصولهم الى سدة الحكم وكأننا نمارس السياسة الأمريكية من ليس معنا فهو ضدنا ,,,
تذكرني مدونتك بحكومة محمد حسني مبارك في بداية الثورة المصرية وتخويف الشعب بأن هناك عدو متربص بالبلد وهم من يأججون الفتنة هداك الله وسامحك ..
عالعموم لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا والله يحفظ المسلمين من كل شر ...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفClick for more info, Click for more info,Click for more info, Click for more info,Click for more info,Click for more info,Click for more info
ردحذف