يقول الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله :
" وفي هذه البلد رجل يقاله " ابن مساعد " أعرفه أصيب بمرض فخمدت حركته فظنوا أنه مات فغسل وصلى عليه
، ولما كان عند شرج اللبن عليه سمع أحد من تولى ذلك صوتاً خفيفاً ، فأسكت من حوله ، فسمع صوتاً آخر فوجد حياً
، وعاش عشرين سنة ، ثم توفى ." فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ (3/ 148).
قصة عجيبة !
وبالمناسبة هل تعلمون من كان أمير الرياض في عهد سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم ؟!
لقد كان أمير الرياض سمو الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله .
وقد كان بين الاثنين رحمهما الله خط ساخن من المراسلات ، وكان الأمير نايف كثير الرجوع إلى سماحة الشيخ
، ولا يبعد أن نقول إن سماحة الشيخ محمد قد أثر في الجانب الديني عند الأمير نايف رحم الله الجميع .
وثمة صور كثيرة توضح وحدة المنهج الذي يسير عليه كلاً منهما ، ومن ذلك :
1-التأكيد المستمر على أهمية العقيدة السلفية والتوحيد والتصريح أن هذه الدولة " سلفية " وولاة أمرها وعلمائها " سلفيون " .
2-الوقوف في وجه المحدثات والبدع ، ويمكن أن أضرب على ذلك مثالين :
الأول : رفض كل منهما لوجود جماعة التبليغ في السعودية .
الثاني : سد الذرائع المفضية إلى البدع والمحدثات ، كإحباط الأمير نايف لمشروع إحياء طريق الفيل من اليمن إلى مكة المكرمة
، وكان ذلك بإشارة واتصال من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
3-الوقوف في وجوه دعاة " تحرير المرأة " ، وغير خاف على الجميع كلمات وخطابات كلاً من سماحة الشيخ محمد وسمو الأمير
نايف في ذلك .
ومن المراسلات بين سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وسمو الأمير نايف رحمه الله هذه الرسالة :
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي أمير الرياض نايف بن عبد العزيز وفقه الله وأعانه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فبالإشارة إلى مذكرتكم رقم 6586 وتاريخ 28/2/74هـ المعطوفة على ما رفعته لكم مالية الرياض عطفاً على ما رفعه لها مدير " دار العجزة " عن حاجة الدار إلى إمام يصلي بمن فيها ومؤذن يؤذن لهم ،وأمركم بإجراء ما يلزم .
أرفع لسموكم ـ وفقكم الله ـ أننا قد عينا للمذكورين إماماً يصلي بهم ويعظهم ويرشدهم وهو عبد الرحمن بن عيفان أحد طلبة العلم والتزم بذلك .
أما المؤذن فقد رفع لنا مدير الدار أن لديهم رجلاً من سكنة الدار يدعى عبد الرحمن بن منيع كفيف البصر من أهل الدرعية يصلح للأذان . فأرسلنا له من يختبر أذانه فوجدناه صالحاً ، لذا عيناه مؤذناً للدار المذكورة ، فنأمل إجراء ما يلزم للإمام والمؤذن .
وليلاحظ أنه إنما أذن لهم في إقامة الجماعة فقط .
أما الجمعة فلا يؤذن لهم في إقامتها بل على القادر منهم الخروج للصلاة في المساجد التي تقام فيها الجمعة ، ومن لم يقدر فيصلي في الدار ظهراً . والله يرعاكم . (ص ـ م ـ 299 في 9/3/1374هـ) .
" فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ (2/ 248)"
وقد أمتد هذا التعاون اللامحدود بين الأمير نايف والعلماء حتى بعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وأزداد قوة
ورسوخاً في عهد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
وقد ذكر الأمير نايف رحمه الله قصة قديمة جداً تدل على أن شخصية سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله كانت محل إعجاب الأمير نايف .
يقول الأمير نايف حفظه الله مخاطباً سماحة الشيخ قبل وفاة سماحته بسنتين تقريباً :
حين توفي جلالة الملك عبدالعزيزرحمه الله وهو في الطائف، وبلغنا الخبر ونحن في الرياض_خرج الأمراء، والعلماء إلى المطار؛ لاستقبال جثمانه .
ولما تأخرت الطائرة استأذن سماحتُكم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في اغتنام الوقت بقراءة شيء من القرآن الكريم، بدلاً من السكوت الذي خيم على ذلك المجلس، فأذن الشيخ محمد بذلك .
ومن المراسلات بين سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله والأمير نايف رحمه الله هذه الرسالة :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وفقه الله .....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأشير إلى كتاب سموكم الكريم رقم ( م/ب/4/192/م ص ) وتاريخ 21- 22 / 3/1414 هـ0 المتضمن توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعرض تجاوزات كل من / سفر بن عبد الرحمن وسلمان بن فهد العودة في بعض المحاضرات والدروس على مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الحادية والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 18/3/1414 هـ ضمن ما هو مدرج في جدول أعماله
وأفيد سموكم أن مجلس هيئة كبار العلماء إطلع على كتاب سموكم المشار إليه ومشفوعة ملخص لمجالس ودروس المذكورين من أول محرم 1414 هـ ونسخة من كتاب / سفر الحوالي ( وعد كيسنجر ) وناقش الموضوع من جميع جوانبه
، واطلع كذلك على بعض التسجيلات لهما ،
وبعد الدراسة والمناقشة رأى المجلس بالإجماع : ( مواجهة المذكورين بالأخطاء التي عرضت على المجلس - وغيرها من الأخطاء التي تقدمها الحكومة- بواسطة لجنة تشكلها الحكومة ويشترك فيها شخصان من أهل العلم يختارهما معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، فإن اعتذرا عن تلك التجاوزات ، والتزما بعدم العودة إلى شيء منها وأمثالها ، فالحمد لله ويكفي ، وإن لم يمتثلا منعا من المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات ، حماية للمجتمع من أخطائهما هداهما الله وألهمهما رشدهما ) أ. هـ .
وقد طلب إلي المجلس إبلاغ سموكم رأيه هذا ، وأعيد لسموكم برفقه كتابكم المشار إليه ومشفوعاته
وأسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسموكم لما يحبه ويرضاه ، وأن يعين الجميع على كل خير إنه سميع قريب 0
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0000
مفتي عام الملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء و إدارة البحوث العلمية والإفتاء .
( مدارك النظر : 490 للرمضاني )
قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله للأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله
"وأنتم حفظكم الله ليس لكم قصد إلا حفظ الحقوق لأربابها، وفقكم الله للخير ، والله يرعاكم "
لم يكن الأمير نايف ككثير من السياسيين في العالم العربي والإسلامي بعيداً عن العلم وأهله
فرحم الله نايف بن عبد العزيز .
هديتي لكم :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق