قال حسن البنا في ”رسالة المؤتمر الخامس”: “إن الجماعة لا تريد أن تدخل في صراع مسلح أو عنف ضد الدولة، لكنها ستنصح المجتمع والشعب باللين والرفق، غير أنه في حال لم يستجب الناس واعترضت الحكومة؛ فلن يكون هناك مفر وقتها من اللجوء إلى العنف المسلح ضد الجميع، وضد كل مَن يقف في سبيل الدعوة، والجماعة بالضرورة”.
يعد التطرف في نيجيريا صورة من أقبح صور التطرف في العالم
التطرف في نيجيريا كالعادة هو أحد إفرازات جماعة الإخوان المسلمين
ويمكن أن نلقي الضوء على ذلك من خلال النقاط الآتية:
آدم عبد الله الألوري
من نقل الفكر الإخواني من مصر إلى نيجيريا هو آدم عبد الله الألوري الذي درس في الأزهر الشريف بمصر في 1944، والتقى بحسن البنا مؤسس الجماعة آنذاك، وتعرف على مدرسة الإخوان وتتلمذ على يد مؤسسها، ودرس في أحضان الجماعة وتشبع بنهجها وبايع شيخها.
أول التنظيمات الإسلامية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين بنيجيريا سنة 1944 مع تكوين ما اصطلح عليها بـ "الإمارة إسلامية في شمال نيجيريا".
وبعد مشاكل جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع عبد الناصر سنة 1954م بعدما عُرف بحادثة المنشية ، كان من بين من وصلوا من مصر إلى نيجيريا في الخمسينيات شخصيتين مهمتين:
عبد الحكيم عابدين، سكرتير جماعة الإخوان المسلمين وهو واحد من اثنين من الإخوان ساهما في الثورة اليمنية على الإمام يحيى.
و سعيد رمضان وهو من أهم من أسس لوجود الإخوان في أوروبا
وفيما بعد ظهرت جماعة بوكو حرام المتطرفة، فما صتها؟ في أوائل الستينيات، قام كامل الشريف قائد الإخوان المسلمين في فلسطين آنذاك، بتجميع عدد من التيارات الإسلامية في الشمال والجنوب الذين يتبنون الفكر الإخواني وتوحيد الجهود وتنظيم الهياكل التنظيمية لهم.
وقام الإخواني الشيخ محمد الراوي( عمل أستاذاً للتفسير في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وفي إحدى الجامعات السعودية) و كان يعمل آنذاك في شمال نيجيريا من خلال المركز الثقافي المصري، جهودا كبيرة من خلال تأطير نواة تنظيم جماعة "الإخوان المسلمين" في نيجيريا.
ومن القيادات الإخوانية التي زارت هذا القطر وكانت لهم بصمات في تشكيل أولى خلايا التنظيم الإخواني، المدعو عمر بهاء الدين الأميري، وعدنان الدبس، وهما من إخوان سورية.
كانت البداية الحقيقية
للتطرف في نيجيريا بنوعيه
التطرف الإخواني و التطرف الصفوي الشيعي
انطلاقاُ من فكر
الإخواني إبراهيم زكزاكي
وقد كان من أبرز من أثر فيه فكرياً مؤلفات سيد قطب أولاً
ثم بعد ذلك مؤلفات الخميني التي كانت توزعها السفارة الإيرانية
وقد كان من أبرز الشخصيات الإخوانية تأثراً بالزكزاكي
الإخواني محمد يوسف الذي أسس جماعة بوكو حرام
محمد يوسف مؤسس (بوكو حرام) سنة 2004م كان من بين الشباب الملازمين لمجالس الإخوان التي كان يقوم بها الإخوان المسلمون منتصف الثمانينيات على يد "ابراهيم الزكزكي" المتحمس لإقامة دولة إسلامية بنيجيريا وقام بتمرير هذا الحماس إلى أتباعه ومن بينهم محمد يوسف الذي ستنسب له فيما بعد جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد أو "بوكو حرام".
قُتِل محمد يوسف في مواجهات مع الجيش النيجيري عام 2009م وخلفه على رأس التنظيم محمد أبو بكر بن محمد شيكاو، يعرف اختصارا بـ(أبو بكر شيكاو).
(أبو بكر شيكاو)
( انتحر فيما بعد)
نظرة على سيرة الإخواني المترفض إبراهيم زكزكي
فصار الزكزكي رافضياً صفوياً خمينياً
وكانت بداية نشاطه بعد أن تحولت الحركة الإسلامية في نيجيريا إلى هيئة مستقلة في أوائل 1980. أصبح الأمين العام لميليشيا المنظمة الإسلامية في نيجيريا التي تطلق عليها إيران "حزب الله في نيجيريا" وينتمي لها عشرات الآلاف من الشيعة وبخاصة في مدينة زاريا بولاية كادونا.
لم يكن للشيعة وجود ملحوظ كطائفة في نيجيريا قبل الثورة الإسلامية في إيران 1979 ورفع قائد الثورة آية الله الموسوي الخامنئي، شعارات تصدير الثورة، فبعدها بسنوات عرفت نيجيريا التشيع على يد إبراهيم زكزاكي، الذي أصبح الأمين العام لجمعية الطلبة المسلمين بنيجيريا [1977-1978]، ونائب الرئيس في الشئون الدولية للهيئة الوطنية عام 1979 جامعة أحمد بلّو زاريا، حيث زاد نشاطه في تلك الفترة، ما أهله ذلك إلي تقلّد عدة مناصب حسّاسة في (اتحاد الطلاب المسلمين) M,S,S للجامعة، وقد استفاد من هذه الفرصة خير استفادة، حيث أظهر لزملائه وأصدقائه داخل الجامعة أهدافه التي تجول في خاطره من ضرورة الإصلاح في البلاد ونصرة المستضعفين والوحدة بين الأمة الإسلامية والعودة إلى نهج الإسلام الأصيل، متأثرًا بشعارات الثورة الإسلامية في إيران. فبحلول أواخر السّبعينيات بدأت تنشأ تدريجياً حركة شبابية دينية ذات طابع إسلامي بحت في نيجيريا ـــ داخل الجامعات الوطنية والمؤسسات التعليمية ـــ عبر اتحاد الطلاب المسلمين ( M.S.S )، وكانت تلك الحركة تحت قيادة السيد الزكزاكي نفسه. ولقد تطورت تلك الحركة الشّبابية إلى أن أصبحت الحركة الإسلامية في نيجيريا الحالية، كما تسمى بالحركة الشيعية (Yan shi'a) أو الإخوة المسلمون (Yan Uwa Musulmi) أو الإخوة (Yan uwa) أيضاً.
في 1980 سافر إلى إيران والتقى الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية وقائد الثورة.
الزكزاكي لا يخفي ولاءه للأيديولوجيا الإيرانية ولأفكار المرشد الأعلى؛ لذلك انطلق في المجاهرة بطموحاته السياسية من خلال المنظمة الإسلامية في نيجيريا التي تضم عشرات آلاف الأعضاء، والتي تسميها المصادر الإيرانية حزب الله في نيجيريا، وتعتبرها قراءات نيجيرية ميليشيا إسلامية مسلحة.
وعقب عودته من طهران أسس الزكزاكي، الحركة الإسلامية أو "المنظمة الإسلامية" في نيجيريا في أوائل 1980، لتكون هيئة جامعة لمؤيديه ولشيعة نيجيريا الذين يؤمنون بولاية الفقيه، التي تدعمها إيران.
وقد كرّمته الحكومة الإيرانية في شهر فبراير 2015 -في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ36 للثورة الإيرانية، في حفل حضره مسؤولون إيرانيون كبار عرفانا بدوره في خدمة ايران.
وشكلت الحركة الإسلامية بقيادة الزكزاكي مليشيا عسكرية تطلق على نفسها مسمى (جيش المهدي).
وتقول تقارير أمنية نيجيرية إن مجموعة الزكزاكي تمثل الوجه الآخر لجماعة بوكو حرام الإرهابية النيجيرية المقربة من تنظيم داعش، ولهذه المجموعة عدد من المسلحين المدربين في إيران، وقد سبق أن هاجموا الجيش ورجال الأمن، كما شنوا هجمات ضد المسلمين السنة في عدة مدن شمالية في محاولة لإشعال حرب طائفية في البلاد.
وسبق لميليشيا إبراهيم الزكزاكي أن قامت بمحاولات عدة لاغتيال رئيس أركان الجيش النيجيري خلال 2015 ولكنه نجا من كل تلك المحاولات.
وتقوم مليشياته العسكرية طوال الوقت بالتدريب على القتال.
إحدى أخبث ثمرات جماعة الإخوان الخبيثة في نيجيريا
بينما لم يكن للشيعة وجود ملحوظ كطائفة في نيجيريا قبل الثورة الإسلامية في إيران 1979م، وبسبب جهود الإخواني المترفض إبراهيم الزكزاكي تؤكد مؤسسة PEW في آخر إحصائية لها عام 2009 أن عدد الشيعة في نيجيريا يقارب 3 ملايين و900 ألف نسمة.