لا أمريكا ولا تركيا ،،
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الاتفاق بين أمريكا وإيران حول ملفها النووي ، وتزامن مع الإعلان عن هذا الأمر حملة إعلامية لإرهاب السعودية والضغط عليها .
لا أقول إن ذلك من قبل صهاينة أمريكا فقط ؛ بل من دول وجماعات وأطراف وأفراد تباينوا في كل شيء ، ولكنهم اتفقوا على شيء واحد وهو ضرورة سلخ السعودية من :
1-مكانتها الريادية للعالم الإسلامي ، وإضعاف تأثيرها في الساحة العالمية.
2-عقيدتها ومنهجها العام المتمثل في خدمة الدعوة الإسلامية ونشرها وفق منهج السلف الصالح القائم على دعوة التوحيد والتحذير من الشرك والبدع .
3-الخصوصية الثقافية المتعلقة بالدين والأرض والسياسة .
وكل من أولئك يترجم هذه المطالب الثلاث وفق أجندته .
وكلهم يحاول أن يرجف ويظهر أن السعودية ستصبح ألعوبة بيد الصهاينة والصفويين !
وآخرون يرون أن هذا الاتفاق نكسة على السعودية بسبب أنها دعمت مصر ولم تقف مع مرسي ضد الإنقلاب !
وسأعرض بعضاً من تغريدات هؤلاء:
فهذا نابتة إخواني ، يريد من الدولة الدخول في عباءة أردوغان تبعاً لمشروع (النهضة) المحتضر :
أقول سبحان الله !
وهل تركيا سوى إحدى الدول المسبحة بحمد أمريكا وإسرائيل والمعاضدة لإيران ، كما يؤكد ذلك هذا الخبر :
رسالة واضحة من تركيا أنها مع إيران ضد المعارضة والثوار في سوريا !
وهذا الخارجي كساب يحاول إرهاب السعودية فيقول:
ليس هذا أول إرهاب وإرجاف يمارس تجاه السعودية .
وليس هذا الاتفاق بين أمريكا وإيران وليد الساعة ؛ بل هم في وئام دائم واجتماعات وتخطيط ، ولكن تم إخراج هذا الاتفاق بالذات وفي هذا الوقت للأمور السالفة الذكر .
قال البغوي رحمه الله : ( وإن تصبكم سيئة ) مساءة بإخفاق سرية لكم أو إصابة عدو منكم ، أو اختلاف يكون بينكم أو جدب أو نكبة تصبكم ( يفرحوا بها ) .
( وإن
تصبروا )
على أذاهم ( وتتقوا ) وتخافوا ربكم
( لا يضركم ) أي : لا ينقصكم ، ( كيدهم شيئا ) ...
وإن تصبروا وتتقوا
فليس يضركم كيدهم شيئا ، ( إن الله بما يعملون
محيط )
عالم .
فما أكثر الفرحين وما أكثر الشامتين على خلفية اتفاق صناديد الكفر من الصهاينة والصفويين .
وهذا المعارض الرافضي حمزة الحسن مثال لهؤلاء :
وهذا الكلب العاوي يتندر على السعودية :
وإخونجي آخر:
وهذا محمد العبد الكريم يمارس الإرجاف تجاه السعودية:
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :"
فالإنسان قد تضيق أمامه الدروب،
وتسد في وجهه الأبواب في بعض حاجاته،
فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير لها، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ
يُسْرًا[5]،
وقد جرب
سلفنا الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، كما جرب قبلهم رسل الله
عليهم الصلاة والسلام الذين بعثهم الله لهداية البشر، وحصلوا بالتقوى على كل خير،
وفتحوا بها باب السعادة، وانتصروا بها على الأعداء، وفتحوا بها القلوب، وهدوا بها
البشرية إلى الصراط المستقيم.
وإنما حصلت لهم القيادة للأمم،
والذكر الجميل،
والفتوحات المتتابعة بسبب
تقواهم لله، وقيامهم بأمره، وانتصارهم لدينه، وجمع كلمتهم على توحيده وطاعته، كما
أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات وحط الخطايا، وغفران الذنوب وسبيل هذا هو
التقوى، كما قال عز وجل: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ
يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ[6]، وقال عز
وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[7]، ومن أعظم
الأجر الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على
أعدائهم، والسلامة من مكايد الأعداء، ولا سبيل إلى هذا إلا بالتقوى، كما قال عز
وجل: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ[8].
فالمسلمون إذا صبروا في طاعة الله وفي جهاد أعدائه،
واتقوا ربهم في ذلك
بإعداد العدة المستطاعة البدنية والمالية والزراعية والسلاحية وغير ذلك، نصروا على
عدوهم؛ لأن هذا كله من تقوى الله،
ومن أهم ذلك إعداد العدة المستطاعة من جميع
الوجوه، كالتدريب البدني والمهني والتدريب على أنواع الأسلحة، ومن ذلك إعداد المال
وتشجيع الزراعة والصناعة وغير ذلك مما يستعان به على الجهاد، والاستغناء عما لدى
الأعداء، وكل ذلك داخل في قوله سبحانه: {وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } ولا يتم ذلك
إلا بالصبر.
والصبر من أعظم شعب التقوى، وعطفها عليه في قوله سبحانه:{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} من عطف العام
على الخاص، فلابد من صبر في جهاد الأعداء، ولابد من صبر في الرباط في الثغور، ولابد
من صبر في إعداد المستطاع من الزاد والبدن القوي المدرب، كما أنه لابد من الصبر في
إعداد الأسلحة المستطاعة التي تماثل سلاح العدو أو تفوقه حسب الإمكان، ومع هذا
الصبر لابد من تقوى الله في أداء فرائضه وترك محارمه، والوقوف عند حدوده، والانكسار
بين يديه، والإيمان بأنه الناصر، وأن النصر من عنده لا بكثرة الجنود ولا بكثرة
العدة، ولا بغير ذلك من أنواع الأسباب، وإنما النصر من عنده سبحانه، وإنما جعل
الأسباب لتطمين القلوب وتبشيرها بأسباب النصر، كما قال جل وعلا:{ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ
قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } الآية، وقال
سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } وقال عز
وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا
الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ}
الآية.
وهذه الأعمال من شعب التقوى، وبهذا يعلم معنى قوله سبحانه:{ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ
شَيْئًا} فإذا أراد
المسلمون النصر والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة، وتفريج الكروب، وتيسير الأمور،
وغفران الذنوب، وتكفير السيئات، والفوز بالجنات، إلى غير هذا من وجوه الخير فعليهم
بتقوى الله عز وجل.
والله وصف أهل الجنة بالتقوى فقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ} وقال عز
وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَعِيمٍ} وقال تعالى:{
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ
النَّعِيمِ}، فبين سبحانه
أنه أعد الجنة لأهل التقوى، فعلمت يا أخي أنك في أشد الحاجة إلى أن تتقي ربك، ومتى
اتقيته سبحانه حق التقوى فزت بكل خير، ونجوت من كل شر، وليس المعنى أنك لا تبتلى،
بل قد تبتلى وتمتحن، وقد أبتلي الرسل وهم أفضل الخلق وأفضل المتقين حتى يتبين للناس
صبرهم وشكرهم، وليقتدي بهم في ذلك، فبالابتلاء يتبين صبر العبد وشكره، ونجاته وقوته
في دين الله عز وجل، كما قال سبحانه: {أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا
يُفْتَنُونَ[18]، وقال تعالى:
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ[19]،
فلا بد من الامتحان والفتنة كما تقدم، وكما قال جل وعلا: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ[20]، وقال
سبحانه: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ
فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[21]، وقال
سبحانه: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ
وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[22]} فالاختبار
لابد منه، فالرسل وهم خير الناس امتحنوا بأعداء الله.
نوح ما جرى عليه من قومه، وهكذا هود وصالح وغيرهم، وعلى رأسهم نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وإمام المتقين، وأفضل المجاهدين، ورسول رب
العالمين، قد عُلم ما أصابه بمكة وفي المدينة وفي الحروب، ولكنه صبر صبراً عظيماً
حتى أظهره الله على أعدائه وخصومه، ثم ختم له سبحانه وتعالى بأن فتح عليه مكة ودخل
الناس في دين الله أفواجاً،
فلما أتم الله النعمة عليه وعلى أمته، وأكمل لهم الدين، اختاره إلى الرفيق الأعلى، وإلى جواره عليه الصلاة والسلام بعد المحنة العظيمة، والصبر العظيم والبلاء الشديد، فكيف يطمع أحد بعد ذلك أن يسلم أو يقول متى كنت متقياً أو مؤمناً فلا يصيبني شيء، ليس الأمر كذلك بل لابد من الامتحان، ومن صبر حمد العاقبة، كما قال الله جل وعلا:{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} فالعاقبة الحميدة لأهل التقوى، متى صبروا واحتسبوا وأخلصوا لله وجاهدوا أعداءه وجاهدوا هذه النفوس فالعاقبة لهم في الدنيا والآخرة، كما قال عز وجل: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
***
فالله الله أيها السعوديون
لا أمريكا ولا تركيا
لا أوباما ولا أردوغان
علقوا أموركم كلها بالله
واعلموا أن الحرب كلها حروب عقدية
فانكبوا على دراسة العقيدة الصحيحة من مصادرها الأصلية
والتفوا حول علماء العقيدة الصحيحة
وإياكم ثم إياكم وأهل البدع عقارب الرمل